إليك يا صاحبة الدموع! (إلى مؤمنة تعاني في بيت جاهلي!)

حَنانيكِ دمعُكِ ما أغزرهْ

فرفقاً بنفسكِ يا خيّرةْ

نحيبُكِ يبعث فينا الجوى

أباخِعَة نفسَكِ النيرة؟

وحزنُكِ طفّتْ دياجيرُه

وماتت نضارتكِ المُزْهِرة

وهزكِ يا أختُ فرط الأسى

ولستُ أرى – لكِ مِن – مَعذرة

وقلبكِ أثرَ فيه الصدى

وبالرغم غيْرَتُه مُسعرة

تذودين عن شرع رب السما

فنعم الغيورة والمُنذِرة

وتستنكرين فعال الورى

فبوركتِ يا هذه المُنكِرة

وتستقبلين لظى مَن طغى

بنفس – بدعوتها – مبصرة

يُصَبّ عليكِ البلاءُ الذي

أراه لداعيةٍ مَطهرة

يَزيدك هذا البلاءُ تقىً

ويوماً يقودك للمَيسرة

يُمحّص هذا البلاءُ الورى

فنفسٌ تُلاقيه مُستهترة

ونفسٌ تُكابد آلامَه

فضاحكة تلك مستبشرة

أريدكِ صخراً أمام البَلا

وإن كنتِ ضائقة مُعسرة

وإن عشتِ في البيت عيش الإما

وإن كانت الدار مستعمَرة

وإن كان قيصرُ فوق الدنا

أريدكِ في أهلها قيصرة

بحب المليكِ وشرع الهُدى

ليمنحك القادر المقدرة

فجدّي ، وصُوني هُدى المصطفي

فإنكِ والله مستبصرة

وخل الدموع ، كفاكِ بُكا

وكوني من الحزم مستكثرة

بذلتِ الذي أنت أهلٌ له

وكنتِ – بما في النهَى – مُخبرة

فماذا عليكِ إذا أزبدوا

وأمستْ سيوفهمُ مُشهَرة؟

أخية لا تنكئي كُربتي

وكوني لسَتر الشقا مُؤْثرة

وهيا بنورك دُكّي الدجى

فمِثلكِ – بين الورى – جوهرة

ولا يَصرفنّك أهلُ الهوى

ومَن دارُهم – بالهوى – مَقبرة

وَجُودي بنصحكِ ، واستعصمي

فمِثلكِ كالدوحة المُثمرة

وأجرُ المليك بقدر الأذى

فكوني – لنشر الهُدى – مُكثرة

وكوني – عن العُجْب – في مَعزل

وكوني – لدَوْركِ – مُستشعرة

رعاكِ المليكُ لنا جُنة

لدِين الهُدى والتقى مُكْبِرة

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات