إشارة أبلغ من الكلام! (نصح لأبيه يريد له الهداية!)

أصمُ أبكمُ ، لا سمعٌ ولا كلِمُ

ولمْ يَعُقْ صَممٌ نصحي ، ولا بَكَمُ

أحبُ – للناس – كل الخير مُحتسباً

والحب يسلبُ ألبابَ الذين عَمُوا

ولا أقنّطُ عاصيَهم ومُذنبهم

إن القنوط به تستجلبُ النقم

وأنصحُ الكل في سر ، وفي علن

وبالذي أنصحُ الآنامَ ألتزم

وأحملُ الكتبَ التي تكلمُهم

وعِلمها – رغم أنف الكل – يُحترم

وقد أشيرُ إلى الآيات ، أجعلها

مَحجة أسّها الأخلاقُ والقِيَم

ويفتحُ الله بيني دائماً أبداً

وبين مَن جهلوا البيانَ ، أو عملوا

حتى وجدتُ أبي – في الغي – منجدلاً

فهالني حاله ، وكِدتُ أنهزم

وكم وعظتُ ، ولا جدوى لموعظتي

كأنما بأبي – في سمعه – صمم

فقلتُ: أحرجُه بآيةٍ نزلتْ

حتى تفارقه الأهواءُ والجُرُم

حتى يتوب عن الذنوب تحرمُه

رضا الإله ، فخاب الذنبُ واللمم

وآيتي تثبت الولاء ، تصقلهّ

إني – بأي كتاب الله – أعتصم

أشرتُ أحمله على قراءتها

فلم يجادلْ ، وفاض الدمعُ والندم

في موقفٍ لم يكن سوى مناورةٍ

بها تمرقتِ الأوزارُ والإزم

والنورُ عمّ أبي في كل عيشته

من بعدما انقشع السرابُ والظلم

يا رب ثبّتْ – على الإيمان – قلب أبي

أنت القدير على ما قلتُ يا حكم

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات