إباء المحصنة! (لم تستجب لمراودة حماها المغرض!)

أوَما سمعتَ بحُرةٍ وحَصانِ

تحيا على الإسلام والإيمانِ؟

وتصونُ عِرض حَليلها إما نأى

إنّ ابتذال العِرض شرّ هوان

وتقيمُ في قعر الحِمى صلواتها

وتُديمُ ذكرَ الله كل أوان

وتصومُ شهرَ الصوم ، تُرضِي ربها

ولكي تنال – به – جزا الرحمن

وتطيعُ – في المعروف – زوجاً خصّها

بالحب والإكرام والنعمان

ولها – مِن القرآن – دوماً حِصة

فحياتها بتلاوة القرآن

وتقيمُ أمرَ صِغارها وفق الهُدى

وتزيدُهم مِن سُنة العدنان

وتفضّلُ البيت الذي هو حِصنها

ليصونها عن أعين الذؤبان

وتصارعُ الشهواتِ كيلا ترعوي

لمُراد نذل ساقطٍ دُهقان؟

أنا هذه الأمَة الضعيفة ، والذي

رفع السما – هذي – بلا عِمدان

أحببتني ، وعشقتني يا ساقطاً

يا أحقرَ الأحماء والإخوان

أنسيت أني ذاتُ زوج غائب؟

أم أن ذلك ليس في الحُسبان؟

أحَسِبتني هذي المسافِحة التي

يأوي إليها أفسقُ الشبّان؟

أرأيتني – في السوق – أعْرِضُ فِتنتي

وأوَزعُ البسماتِ بالمجّان؟

أزعمت أني أستجيبُ لأرذل

دنس السريرة فاسق وجَبان؟

أظننت أني سوف أعطيك الذي

ترجوه باسم الحب والهيجان؟

يا عابثاً أغراه شيطانُ الهوى

حتى غدا كالعاشق الولهان

لن تستطيعَ حِصارَ أشرفِ غادةٍ

إذ إنها في قمة الإحصان

دِينٌ وزوجٌ ، ثم بيتٌ آهل

وكتيبة مِن خِيرة الولدان

هي لا تُسافحُ ، فالمسافحة الردى

وهل الزنا تأتية أيّ حَصان؟

هي لا تمَكّن فاجراً مِن نفسها

تمكينَ داعرةٍ ، ولو لثوان

وترى بأن الحَمْوَ موتٌ مُهلكٌ

مهما اكتسى بعباءة الإحسان

وتُراقبُ الديانَ كل لحيظةٍ

لا شيءَ مثلُ رقابة الديان

وترى الحياة – بما حوته – رخيصة

وترى التدَينَ غاليَ الأثمان

وتعيشُ تحترمُ المبادئ ، تستمي

عن حَماة الأرجاس والعِصيان

وتبيتُ تحلمُ بالجنان مع الألى

عملوا لنيل مَثوبةٍ وجنان

وتخافُ مِن نار المليك وحرّها

فمن التي تقوى على النيران؟

وتظل تُشفقُ من عذاب إلهها

إن العذاب مَظنة الخسران

وتقومُ تدعو الله بالدمع الذي

جادت به – في الظلمة – العينان

ودَرجتُ في بيت دعائمُه التقى

وأسألْ عن الأشياخ والنسوان

وجهي الذي أغراك يوماً حُسنه

هو وجهُ أختك ، يا حقيرَ الشان

مادمتُ تحت أخيك أنت مُحَرّم

أوَما أتاك بذلك الوحيان؟

فلسوف يُسترُ يا دعيّ تحسباً

مِن لوثة المُتشبب الشهواني

ويدي التي صافحتها مستمتعاً

هي كفّ أختٍ ، صافحت بأمان

عصتِ المليك بكشف صفحة وجهها

وبمسّها كفّ العشيق العاني

ورجوتُ عفوَ الله بعد جريرتي

فالله ذو صفح ، وذو غفران

وزعمتُ قلبي يا متيّم صخرة

جلمودة قدّتْ مِن الصوان

أو أنني أنثى بدون مَشاعر

واللفظ مثلُ مَخاذم وسِنان

أو أنني لا أشتهي مثلَ النسا

لقيا الحليل بعُشّنا المُزدان

حجّلتَ – يا هذا المدلِّس – واسعاً

وزعمتَ زعماً مُفرط البُطلان

وكذبتَ إذ كان التخرص منهجاً

وطرحتَ قولاً بالغ النكران

قلبي يحنّ ، وخاطري متوقدٌ

وأنا – من الشوق الدفين – أعاني

لكنْ لزوجي ، لا لنذل ساقطٍ

يحتالُ يأملُ أن يُزيلَ صِياني

ولديّ – من حُب الحليل – كثيرُه

حبٌ يَطالُ جوانحي وكياني

أهفو إليه ، ولا أردّ جميله

إلا ببذل الشوق والعِرفان

أتقول أني – في الديار – وحيدة

أشتاقُ رغم الأنف – للخِلان؟

أخزاك رب الناس ، يا زيرَ النسا

وحُرمت نصرَ الله بالخذلان

وحَييتَ وحدك دون إلفٍ أو أخ

حتى تُجرّب لوعة الحِرمان

أنا لستُ يا هذا السفيه وحيدة

فمعي إلهُ الناس ، ذا سلواني

ولكم نصحتُك في العشيّ وفي الضحى

فسخِرت من نصحي ومن تبياني

أتخونُ يا هذا أخاك ، وتدّعي

أنْ قد بذلتَ له بدون توان؟

أوَتستبيحُ العِرضَ دون مُسوّغ

وتقومُ بالتزوير في البرهان؟

هل عشقُ زوجته يُنيلك عِرضَها؟

قبّحت مِن مُتزلفٍ خوّان

أإذا هتكت العِرضَ صُنت وصية

ترجو عليها وافرَ الشكران؟

أوَهكذا أوصى أخوك بحَضرتي

بدموع عين – في الوداع – حوان؟

ما كان أيسرَ أن أطيعك في الذي

ترجوه مني في دجى الكتمان

وأخوك يشقى في دياجر غربةٍ

والأهلُ كلٌ في بعيد مكان

والبيت منعزلٌ ، هنالك في العَرا

لا خوف مرتقبٌ مِن الجيران

أما الصِغارُ فنومُهم فصلُ القضا

لكنّ رب العالمين يراني

وأراك تمدحُ دربَ كل مُعربدٍ

يهوى النسا كالنابغ الذبياني

أما أنا فمُعلمي دربَ الهُدى

والنور (عبدُ القادر الجيلاني)

فاذهبْ كفاني الله شرّك إنني

أدعو عليك بدمعيَ الهتان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات