أنا يا فتاة الحي!

يا فتاة الحيّ ، إني – اليومَ – نفسُ

تنشدُ الخير ، لها في الناس شمسُ

وتريد الحق في الدنيا حصيناً

وله – في الأرض – راياتٌ وبأس

وتحب العز ، لا تهوى الدنايا

إنما الذل متاهاتٌ ورجس

يقتل الذلُ إباءَ المرء حتماً

لكنِ العز له عطرٌ وأنس

ماء وجه الحُر غال ليس يُشرى

دونه الدنيا ودينارٌ ودَوْس

إن دين الله – يا أختاه – أغلى

دونه – بالله – أموالٌ ونفس

إنني فكرت في الدنيا طويلاً

حار – في دنيايَ – تخمينٌ وحَدس

فوجدتُ الحق في ترك مَداها

حُبها – في القلب – تنغيصٌ ونحس

عاشقُ الدنيا – مِن الدنيا – يعاني

وعلى الأيام قلبُ الصب يقسو

طالبُ الدنيا تناغيه الأماني

وخِتام الرحلة العرجاء رَمس

ضاع مَن يركن للدنيا ملياً

كان – فيمن ضاع – قبل اليوم درس

فقرُها – بالله – خيرٌ من غِناها

عِز دنيا المرء حِرمانٌ وبؤس

فاجعل الدنيا لأخراكِ سبيلاً

ثمنُ الدنيا – لدى الأفذاذ – بخس

إنها مرتعُ مَن في الزيف يلهو

وإلى حِقويْه – في الآثام – يجسو

خالها بَحراً سيجني الخيرَ منهُ

فإذا المسكين كالمِرساة يرسو

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات