أمنا تنتظرنا يا مروة!

كم شقينا بفرقة الأحبابِ

وأبونا لم يَدر فصل الخطابِ

وشربنا كأس الهون اضطراراً

واصطلينا – دهراً – بسوء العذاب

واكتوينا من البلاء بجمر

وابتلينا بصدمة في المصاب

واشتوينا بخذل كل الأهالي

إذ رموْنا عمداً بأقسى الحِراب

وأبونا لم يكترثْ بأسانا

إذ تسلى بزوجه والصحاب

شغلوه عنا ، فذقنا المنايا

وعلينا هبتْ رياحُ الصعاب

أوهموه أن الزواج سبيلٌ

لحياةٍ فيها عظيم الثواب

فإذا بالحياة تمسي جحيماً

إذ حيينا في محنةٍ واضطراب

زوجة كالحرباء تغضي حياء

أو كأفعى تُغري بلين الإهاب

أحرقتنا بالكيد من دون ذنب

إذ أذاقتنا من صنوف العذاب

غيرة الأنثى داهمتها طويلاً

ثم أعمتها عن بلوغ الصواب

سخرتني عبداً أطيع وأختي

وأحالتنا كاليتامى السغاب

لعناتٌ في كل حين ورَكْلٌ

واحتقارٌ من بعد طول سِباب

والطعامُ جنى الذباب حلاهُ

ولبسنا – في الناس – أدنى الثياب

أهلها يا كم جرعونا البلايا

عاملونا بالحقد مثل الكلاب

هددونا إن نحن بُحنا بسر

سوف نرمَى كوجبةٍ للذئاب

وأبونا في معزل لم يكلفْ

نفسه سؤلاً رغم طول الغياب

واكتفى بالأموال بعد الهدايا

بين قشر فرقٌ وبين اللباب

يا أبانا استغفر لذنبك إنا

في ضياع ، وأنفنا في التراب

كم نلوك المأساة لم ننجُ منها

ما لنا فيها غيرُ حسن احتساب

والرزايا في قلب كلٍّ سعيرٌ

وي كأنا نحيا بعالم غاب

يا أبانا أدركْ يتيمين ذلا

أو تجهزْ لهول يوم الحساب

وهلمي يا مروة الخير حتى

نفتدي من دنيا الهوى والخراب

لنزور أهل القبور ، فنحيا

لن يسُدوا حيالنا أي باب

أُمنا تستجدي الزيارة منا

يا ترى هل لأمنا من إياب؟

في اشتياق تئن منه الحنايا

رغم كل ما بيننا من حجاب

فتعاليْ نعيش في ظل أمي

ودعينا من عيشةٍ كالسراب

إن عدِمناها ما عدِمنا دعاء

رب فارحمها يا عظيم الجناب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات