أليس شاب شعره؟!

إذا شابَ شَعرُ المرء فليبكِ ماضيَهْ

وأيامَ عمر – في المتاهات – ماشية

ونفساً دهاها – دون وعي – مَشيبُها

وكانت – عن الذكرى – بما حَلّ لاهية

ولن يُرجعَ الحزنُ الزمانَ الذي مضى

وخلفَ أوهاماً ، وأودى بعافية

يقولون: أيامُ الشباب عزيزة

وما للصبا عَوْدٌ لمن شابَ ثانية

وكنتُ أحبُّ الشيب يأتي متمِّماً

مسيرةَ عزم لا تبالي بداهية

ولا يُمهل الشيبُ الفتى لا يروقه

تُذكّرُ ما جلى حديثُ الغاشية

فإما جنانُ الخُلد طابت لمؤمن

وإما لمَن يطغى هي النارُ حامية

وكلُّ امرئ رهنٌ بأفعالهِ غداً

وإن سعيرَ النار أكبرُ قاضية

وتأتي الموازينُ التي القسطُ سَمتُها

فلا نفسُ عبدٍ من لظى الظلم شاكية

فأعمالُ عبدٍ ترفعُ الرأس شامخاً

يقولُ: اقرأوا يا صُحبتي كِتابيه

ألا إنني يا قومُ أدرى بموقفي

وظني هنا أني مُلاق حِسابيه

وأعمالُ عبدٍ تورث القلبَ حَسرةً

فأمُّ الكَفورِ اليومَ في النار هاوية

وما أغنتِ الأموالُ عنه ، ولا الورى

وأدْخِلَ نارَ الله – بالعدل – طاغية

فيا مَن غزا الشيبُ الموقرُ رأسهُ

تأمّلْ ، وصدّقْ أنّ دنياك فانية

فسَدّدْ وقاربْ ، ثم أحسنْ ، ولا تثِقْ

بدنيا أراها أصبحتْ عنكَ نائية

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات