أعجمية تعلم العرب!

أخت الحنيفة حُزتِ كل وسام

ولكِ التحايا غلفتْ بسلامي

حياكِ ربك ما حييتُ أقولها

فلقد أبنتِ معالم الإحكام

وبذلتِ عِلمكِ ، والعلومُ لها صُويً

وسكبتِ نور الفقه في الأفهام

وجهرتِ بالإيضاح يسطع بازغاً

كالشمس تشرق ، أو كبدر تمام

وصدحتِ بالتبيين يَختصر المدى

ليُعيد ذكرى مقرئين كِرام

ونثرتِ من ورد البيان عطيره

ووضعتِ تاج الذكر فوق الهام

وتلوت آي الذكر تأسر سامعاً

وتزيل ما في القلب من أوهام

وكأنما لك كان (ورشٌ) مُرشداً

إذ قمتِ بالترتيل خير قيام

وكأنما بدوية عربية

لمّا تكن يوماً من الأعجام

فالحرف يُفصح عن سلامة منطق

بمخارج لم تختلط بسقام

ولحونُها عربية مُضرية

قدسية الترنيم والأنغام

لو جاز لي وصفُ وصفتُ رنينها

لكنْ حرامٌ ذاك في الإسلام

وحليلها العربي يُصغي معجباً

ويزيد في التكريم والإعظام

ويَشيد بالعلم الرصين مُفاخراً

ويُرَجّع الترتيل باستعصام

ويقلد الألحان دون تمكّن

فانهال يرسل لكْنة استذمام

فاستأذنته بأن يكُفّ عزيفة

بتلطفٍ وعبارة استرحام

ومضت تبيِّن في سنا مقصودها

وأتت بآية سورة الأنعام

فإذا به يُثني عليها مشفقاً

في لهجةٍ مُلئت بخير وئام

ويقول: هذا المجد يبقى نوره

لا مجد أخوال ولا أعمام

لا شيء مثل العلم في هذي الدنا

والعالِمون طليعة الأقوام

مهما تفاخر بالغنى أهل الغنى

فالعلم فوق الفضل والإنعام

فغبطته ، وغبطتها مستعبراً

وانزاح ما في النفس من آلام

وطفقتُ أشكرها وأكْبِر سعيها

وظللتُ أذكرها مدى الأيام

إذ عَلَّمتْ عرباً ، وما حالَ الحيا

دون البيان ودون خير كلام

ومضت تناصح ، لم تعَرّض بالورى

بل جاملت بالمنطق المتسامي

والله أنطق – بالرشاد – لسانها

فتبلغتْ بالفتح والإلهام

يا رب باركها ، وأصلح شأنها

وانفع بها مَن جاء مِن آنام

واجعل لها نوراً ، ونوِّرْ قلبها

لم أدعُ غيرَ الواحد العلام

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات