أخوتان – فرق بين الأخوة الحقيقية والأخوة المزيفة!

أخوتان: فذي هُدىً وذي ضللُ

واسألْ عن الفرق مَن سادوا ومَن عقلوا

أخوتان: فذي خير ومَعدلة

وتلك دَيدُنها الخسرانُ والمَيَل

أخوتان: فذي ربي يُباركُها

وتلك يُدمعُها البوارُ والفشل

أخوتان: فذي المأوى نهايتها

وتلك نار اللظى – لأهلها – نزل

أخوتان: فذي سبيلها طهرتْ

وتلك قد خبثتْ بشؤمها السبل

أخوتان: فذي نارٌ على علم

وتلك يُعجمُها الإبهامُ والدغل

أخوتان: فذي دربُ الألي رشدوا

وتلك دربُ الألي إيمانَهم جهلوا

أخوتان: فذي الإسلامُ سُلمُها

وتلك تصرفها عن الهُدى المِلل

أخوتان: فذي القرآنُ يُرشدُها

وتلك تهدي لها الضلالة النِحَل

أخوتان: فذي دربي ، وعشتُ له

وتلك أمْقتها ، لأنها الضلل

أخوة الحق نورٌ في دياجرنا

وبعدُ ذكرى لمن – عن حقها – غفلوا

أخوة تغبط الأنامُ صاحبها

لأن حظ فتاها – في العلا – جلل

هي المنارُ لمن يأوي لسُؤدَدِها

ومَن له مطمحٌ في العيش أو أمل

هي الدنانيرُ إنْ فقرٌ ألمّ بنا

هي العطاءُ إذا ما الناس قد بخلوا

هي الدليلُ إذا حارت أدلتنا

والطهرُ إن عمتِ الأقذارُ والوحَل

هي السلاحُ لمن يخوض خندمة

كيلا تثبطه الأعذارُ والعِلل

هي المحبة إنْ كل الورى كرهوا

هي المبادئُ والأخلاقُ والمُثُل

هي النصيحة في أصفى عبارتها

وليس ينصحُ مَن قد عاش يرتجل

هي الهباتُ أتتْ بلا مؤاخذةٍ

قد ساقها مَن – على الرحيم – يتكل

هي المرافئُ إن تاهت سَفائننا

وحار مَن ركبوا ، وقيل ما العمل؟

فيها يجودُ – بنشر العلم – مَن عَلموا

ويصبح القدوة الشهباءَ مَن عملوا

فيها – بأمواله – يسخو الذي ملكتْ

يداه يُعْلمنا أن الغِنى دُول

ولا يمن بما يسخو على أحدٍ

لأن صاحبنا – بالله – متصل

ويحمل العبء عمن قد يضيق به

لأنه إن دعا داعي الفِدا رجل

فردٌ ويعدل آلافاً مؤلفة

مِن الأراذل مَن في جدهم هزلوا

فردٌ وصُحبته تسمو براغبها

لأن صاحبه – بين الورى – المَثل

فردُ وتغني عن الأهلين رفقتُه

إذ عن صديق له البلاءَ يَحتمل

لما يَضن على خِل بعارفةٍ

شأن الألى اعتذروا فوراً إذا سُئلوا

أما أخوة من غارت مُروءته

والخذلُ شيمته والبُخل والختل

فتلك عارٌ تعافُ النفسُ صورته

لأن صاحبها في جُبنه بطل!

يموت حزناً إذا ما الجود ناشده

شيئاً من البذل يُزجيه لمن سألوا

والنذلُ نذلٌ ، وإن حازت خزائنُه

أموال (قارونَ) ، إن النذل مُختبل

عبدٌ ، وسيده الدينارُ ليس سوى

هو التعيسُ ، وبين الناس يُرتذل

إن البخيل جميعُ الناس تكرهُه

أما الكريم به الأنام تحتفل

والناسُ تدعو على البخيل ما رُفعتْ

كفٌّ وما فتئ اللسانُ يَبتهل

والناسُ أحبابُ مَن بالجود يشملهم

وليس – في جوده – زيفٌ ولا حِيل

وينفرون مِن البخيل يَحرمُهم

وسترُ تقتيره – عليه – ينسدل

لنفسه عاش فليلزمْ مَحِلتها

حتى يُباغته في حينه الأجل

لنفسه ضن – بالأموال – يجمعُها

والمرءُ لا بد – عن دنياه – مُرتحل

لنفسه منعَ الحقوق معتقداً

أن الكريم – على الأيام – يُبتذل

وخلّف الشحُّ جرحاً في بصيرته

ولا أراه – على الأيام – يَندمل

رأى التواضع بين الناس مَخبثة

لذا تكبّر حتى غرَّه الخطل

وكم تناسى الذي عاناه مِن زمن

وعاش شيئاً – مِن الخيال – ينتحل!

رأى الذي مرّ – مِن أيامه – طللاً

فهل يُغيّر عيشَ الحاضر الطلل؟

رأى الطريق إلى المأوى يُكلفُه

وجندل العزمَ – في ضميره – السَّفل

فيم الدراسةُ – في الإسلام – يَعقبُها

بُعدٌ عن العِير مَن بربهم عدلوا؟

فيم التمسكُ بالأخلاق في زمن

يعلو الرقيعُ به ، والشهمُ مبتذل؟

فيم التباهي بما في الدين من قيم

وأنت إمعة تؤوي مَن اختبلوا؟

زهدت في الدين حتى عشت منحدراً

إلى الحضيض تحاكي هزلَ من فشلوا؟

إني برئتُ من الأخوة اندحرتْ

فيها معالمُ مَن مِن خذلهم خجلوا

أخوةٌ بهتت ألوانُ سُؤدَدِها

ولا يُثمنها إلا الألى سَفلوا

أخوةٌ فقدت روحاً تدِل بها

فأصبحت – بالذي جَنتْه – تختبل

وأصبحت من جنى أفعالها جبلاً

وهل يُطاق جَنى نفس هي الجبل؟

أخوةٌ ما لها – في الخذل – مِن مَثل

ويأمن الناس بلواها إذا اعتزلوا؟

إذ تجعل الخذل تمحيصاً وتجربةً

والحرصُ – في زيفها اللماع – يَشتعل

وكم نصحتُ ، فلم تُدرك رسالتها!

وكم جهرتُ لعل النذل يَعتدل!

إني وجدتُ – بأهل السلم – غائبتي

مِن الذين إذا ذكّرتهم وجلوا

مَن يبذلون بلا مَن ولا ألم

وينصحون بأقوال هي الغزل

مَن يبذلون ، وإن مدحتهم أسفوا

لأن قدوتهم – مِن الورى – الرُّسل

فالجودُ طابعُهم إما إذا برحوا

والبذل ديدنهم إما إذا نزلوا

همُ الميامينُ في سر وفي علن

وهم تقاة إذا قالوا وإن فعلوا

همُ الأشاوسُ ، لا تلوى إرادتهم

والقولُ فصلٌ ، فلا هزلٌ ولا زلل

هم الأماجدُ ، والأمجادُ موئلُهم

والقوم مما أتت أمجادُهم ذهلوا

هم الأفاضل بالأفضال قد نُعتوا

والصيتُ مستشرفٌ والأجرَ قد حصلوا

ولستُ أقوى على ردّ الجميل لهم

وإن تكلفتُ مما كنتُ أفتعل

وإنما الشِعرُ بعضُ الرد ليس سوى

في كل بيت رؤىً ناءت بها الجُمل

والشِعرُ يُنصفهم ممن يناوئهم

إن الحقائق لا يُضيرُها الجدل

أعيشُ ما عشتُ في الدنيا أوقرهم

فهم لكل الذي أدعو له كفلوا

أجِلُّ – في هذه الدنيا – أخوتهم

كما يُجلّ العِظامُ السادة الأول

أدعو لهم كلما ذكرتُ سِيرتهم

إنْ جاوروني وإنْ عن قريتي ارتحلوا

رباه هُم – بجميع الفضل – قد سبقوا

فاقبلْ صحيح الذي في ذي الدنا عملوا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات