من روايتي “مجازاة”

لا يعيش المرء لأجل غايتهِ، وإن فعل حتماً سيشقى! ماذا لو أخبرتك بأن الغاية خدعة واحتيال على المرء! هل خُلق المرء لملاحقة السعادة؟ فما تعريف الحزن؟ لتحقيق الأحلام، للظفر بالمجد؟ اليأس والواقع، الفشل، ألم نعش لأجل ذلك أيضاً؟ أو ربما خُلق ليلهث وراء أعظم شعور، الحب؟ فكم وجهاً لديه؟ هل يعيش المرء لما يشعره جيداً فقط؟ لأن ينظر إلى ذلك الجانب ويتجاهل وجود نقيضه؟ لمَ الإنسان عدو نفسه إذاً؟ إن عظّم المرء مشاعره فقد حقّر من ذاتهِ، وإن عاش لأجلها مات خالي الوفاض، ولمَ؟ كيف لشيء متغير أن يصبح أساس مجتمع، فانظر إلى مدى فوضويته وعبثه! إلى ذلك الشيء العظيم الذي يبجّلونه، مشاعرهم! يا لسذاجة الأمر، المرء يشعر بأنه حيّ بواسطة مشاعره، ولكنه لم يُخلق لأجلها إطلاقاً.

– من رواية “مجازاة”.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات