ياراكبا سنن الطريق اللاحب

ياراكِباً سَنَنَ الطَريقِ اللاحِبِ

وَمُقَلقِلاً خوصَ المَطِيِّ اللاغِبِ

إِن كُنتَ مُطَّلِعَ الثُغورِ فَحَيِّ ما

خَلَفَ القُصَيرُ وَدونَ دَربِ الراهِبِ

وَاخصُص عِراصَ الهاشِمِيِّ فَإِنَّها

حِلَلٌ لِأَبيَضَ كَالحُسامِ القاضِبِ

يَصفو لَهُ وُدّي وَتَرجُفُ دونَهُ

كَبِدي وَتَنبو عَن أَذاهُ مَضارِبي

إيهاً أَبا العَبّاسِ إِنّي مُلحِقٌ

بِكَ خُلَّتي وَمُلَيِّنٌ لَكَ جانِبي

شَغَفاً بِقُربِكَ دونَ رَأيِ المُرتَئي

وَمَوَدَّةً لَكَ فَوقَ حَسبِ الحاسِبِ

وَإِخالُني مُتَقَرِّباً مِن شاسِعٍ

بِوِدادِهِ وَمُواصِلاً لِمُجانِبِ

أَرعى الأَمانَةَ لِلمُضيعِ وَأَبتَغي

حُسنَ الأَمانَةِ مِن مُوَلٍّ ذاهِبِ

وَأَصَبُّ مِنكَ عَلى البِعادِ إِلى أَخٍ

حُرِّ الضَميرِ مِنَ الصَبابَةِ شائِبِ

أَبلِغ أَميرَكَ وَهوَ غايَةُ كُلِّ ذي

أَمَلٍ وَمَورِدُ كُلِّ عافٍ قارِبِ

لايَكثُرَنَّ عَلَيكَ أَمري إِنَّني

لا أَجعَلُ الإِفضالَ ضَربَةَ لازِبِ

عَن صاحِبِ السَبَبِ القَوِيِّ وَناشِدِ ال

حَقِّ المُؤَكَّدِ وَالذِمامِ الواجِب

إِمّا تَعَذَّرَ نائِلٌ مِن مُنعِمٍ

لَم أَنصَرِف عَنهُ اِنصِرافَةَ عاتِبِ

ما كُنتُ بِالجَشِعِ المُلِحِّ فَأَمتَري

كَدَرَ البَخيلِ وَلا السَئولِ الطالِبِ

لَكِنَّني مُهدي عُلاً وَمَكارِمٍ

وَمُعيرُ حَظِّ مَآثِرٍ وَمَناقِبِ

فَلَئِن قَبِلتَ لَقَد سَمِعتَ ضَرورَةً

وَرَأَيتَ كَيفَ سَوائِري وَغَرائِبي

وَإِنِ امتَنَعتَ فَقَد رَأَيتَ تَصَرُّفي

وَبَعيدَ هَمّي وَاِتِّساعَ مَذاهِبي

لا أَتبَعُ الطَمَعَ القَليلَ وَلا أُرى

شَرِهاً إِلى الأَمَلِ الضَعيفِ الكاذِبِ

وَإِذا مَسِستُ بِجَفوَةٍ مِن زاهِدٍ

عَدَّيتُ عَنهُ نَحوَ آخَرَ راغِبِ

وَالأَكرَمونَ وَإِن نَأَت أَسبابُهُم

فَهُمُ ذَوُو وُدّي وَأَهلُ مَناسِبي

شِعرٌ لَقيتُ بِهِ العُداةَ أَصادِقي

وَالأَبعَدينَ مِنَ الرِجالِ أَقارِبي

فَاقضِ القَضاءَ فَأَنتَ جِدُّ مُحَكَّمٍ

في العُذرِ عِندي وَالثَناءِ الراتِبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان البحتري
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
البحتري

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان امرؤ القيس
امرؤ القيس

أيا هند لا تنكحي بوهة

أَيا هِندُ لا تَنكِحي بَوهَةَ عَلَيهِ عَقيقَتُهُ أَحسَبا مُرَسَّعَةٌ بَينَ أَرساغِهِ بِهِ عَسَمٌ يَبتَغي أَرنَبا لِيَجعَلَ في رِجلِهِ كَعبَه حِذارَ المَنِيَّةِ أَن يُعطَبا وَلَستُ بِخُزرافَةٍ

ديوان كعب بن زهير
كعب بن زهير

وهاجرة لا تستريد ظباؤها

وَهاجِرَةٍ لا تَستَريدُ ظِباؤُها لِأَعلامِها مِنَ السَرابِ عَمائمُ تَرى الكاسِعاتِ العُفرَ فيها كَأَنَّما شَواها فَصَلّاها مِنَ النارِ جاحِمُ نَصَبتُ لَها وَجهي عَلى ظَهرِ لاحِبٍ طَحينِ

ديوان الطغرائي
الطغرائي

لنا الأنهار من لبن وخمر

لنا الأنهار من لبن وخمر ومن عسل ومن ماء معين وفي أنهارنا رضراض تبر ودر بين ياقوت ثمينِ وهيكلنا المقدس فيه روح وجسم والقرين مع

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر أبو الأسود الدؤلي - وعجبت للدنيا ورغبة أهلها

شعر أبو الأسود الدؤلي – وعجبت للدنيا ورغبة أهلها

وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً