ولي النبعة من سلافها

ديوان المرار بن منقذ

وَلِيَ النَّبعَةُ مِن سُلَّافِها

وَلِيَ الهامَةُ مِنها وَالكُبُرْ

وَلِيَ الزَّندُ الَّذي يُورَى بِهِ

إِن كَبا زَندُ لَئيمٍ أَو قَصُرْ

وَأَنا المَذكُورُ مِن فِتيَانِها

بِفَعالِ الخَيرِ إِن فِعلٌ ذُكِرْ

أَعرِفُ الحَقَّ فَلا أُنكِرُهُ

وَكِلابِي أُنُسٌ غَيرُ عُقُرْ

لا ترى كَلبِيَ إِلَّا آنِساً

إِن أَتَى خابِطُ لَيلٍ لَمْ يَهِرّْ

كَثُرَ النَّاسُ فَما يُنكِرُهُمْ

مِن أَسِيفٍ يَبتَغِي الخَيْرَ وَحُرّْ

هَل عَرَفْتَ الدارَ أَمْ أَنكَرْتَهَا

بَيْنَ تِبْرَاكٍ فَشَسَّيْ عَبَقُرّْ

جَرَّرَ السَّيلُ بِها عُثنُونَهُ

وَتَعَفَّتْها مَدَاليجُ بُكُرْ

يَتَقارَضْنَ بِها حَتّى اِستَوَت

أَشهُرَ الصَيفِ بِسَافٍ مُنفَجِرْ

وَتَرى مِنها رُسُوماً قَد عَفَت

مِثلَ خَطِّ اللامِ في وَحيِ الزُبُرْ

قَد نَرَى البِيضَ بِها مِثلَ الدُّمى

لَم يَخُنهُنَّ زَمَانٌ مُقشَعِرّْ

يَتَلَهَّينَ بِنَومَاتِ الضُّحى

راجِحَاتِ الحِلمِ وَالأُنسِ خُفُرْ

قُطُفَ المَشيِ قَرِيبَاتِ الخُطَى

بُدَّناً مِثلَ الغَمَامِ المُزمَخِرّْ

يَتَزَاوَرْنَ كَتَقْطاءِ القَطَا

وَطَعِمْنَ العَيشَ حُلواً غَيرَ مُرّْ

لَم يُطاوِعْنَ بِصُرْمٍ عاذِلاً

كادَ مِن شِدَّةِ لَوْم يَنْتَحِرْ

وَهَوَى القَلبِ الَّذِي أَعْجَبَهُ

صورَةٌ أَحسَنُ مَن لاثَ الخُمُرْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان المرار بن منقذ، شعراء صدر الإسلام، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات