نظرت إلى ذي شيبة متهدم

نظرت إلى ذي شيبة متهدم

أفناه ما أفنى من الأعوام

يمشي وتقدمه العصا وقد انحنى

فكأنها وتر لقوس الرامي

ورأت سمات الأريحية والندى

ودلائل المعروف والإقدام

واستخبرت عني فقلت لها امرؤ

نائي المواطن من كرام الشام

نبت الديار به وضاق فسيحها

عنه ففارقها بغير ملام

قالت من أي الناس أنت فقلت من

أولاد منقذ في ذرى وسنام

من معشر أبدا تروح رماحهم

بدم العدا مخضوبة الأعلام

تحمي البلاد سيوفهم وتبيح ما

تحميه دونهم سيوف الحامي

النازلين بكل ثغر خائف

والآمنين معرة الجرام

وإذا أتاهم مستجير خائف

آوى إلى حرم من الأحرام

وإذا أناخ السائلون بجوهم

عادوا ثقال الظهر بالإنعام

كم فيهم عند الحقوق إذا عرت

من باذل متبرع بسام

تغني يداه إذا هما همتا ندى

في المحل عن صوب الغمام الهامي

يتهللون طلاقة ويخافهم

لسطاهم الأساد في الآجام

قالت فأين هم فقلت أبادهم

دهر وهل باق على الأيام

وودت لو ناهلتهم كأس الردى

ووردت قبلهم حياض حمامي

فحياة مثلي بعد عز باذخ

ومعاشر غلب ومال نام

ونفاذ أمر لا يرد يطيعه

فيما قضى العاصي من الأقوام

لأشد من غصص الحمام وراحتي

بالموت غاية منيتي ومرامي

فبكت بزفرة موجع لو صادفت

حجراً لذاب من الزفير الحامي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أسامة بن منقذ، شعراء العصر الأيوبي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان أسامة بن منقذ
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
أسامة بن منقذ

أسامة بن منقذ

أسامة بن منقذ (1095 - 1188م)، الملقب بـ مؤيد الدولة، وكذلك عز الدين أسامة، يُكّنى أبو المظفر، هو فارس ومؤرخ وشاعر، وأحد قادة صلاح الدين الأيوبي. قام ببناء قلعة عجلون على جبل عوف في عام 580هـ / 1184م بأمر من صلاح الدين الأيوبي. ولد في شيزر لبنو منقذ (أمراء شيزر). ألف آخر حياته العديد من المصنفات.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان ابن خفاجة
ابن خفاجة

وليل تعاطينا المدام وبيننا

وَلَيلٍ تَعاطَينا المُدامَ وَبَينَنا حَديثٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ نُعاوِدُهُ وَالكاسُ يَعبَقُ نَفحَةً وَأَطيَبُ مِنهُ مانُعيدُ وَما نُبدي وَنقلي أَقاحُ الثَغرِ أَو سَوسَنَ الطُلى

ديوان أبو نواس
أبو نواس

إنا اهتجرنا للناس إذ فطنوا

إِنّا اِهتَجَرنا لِلناسِ إِذ فَطِنوا وَبَينَنا حينَ نَلتَقي حَسَنُ نُدافِعُ الأَمرَ وَهوَ مُقتَبِلٌ فَشَبَّ حَتّى عَلَيهِ قَد مَرَنوا فَلَيسَ تَقذى عَينٌ مُعايِنَةٌ لَهُ وَما إِن

المكزون السنجاري

أويت ربعا لا المقيم بظله

أوَيتُ رَبعاً لا المُقيمَ بِظِلِّهِ عَوني وَلا لي مَطمَعٌ في رَفدِهِ لَم أَصِف فيهِ مَوَدَّتي لِمَعاشِرِ إِلّا وَأَضفاني كَدَورَةِ وِدِّهِ إِن عَنَّ عَنَّتني مَداراتي لَهُ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر الوأواء الدمشقي - نالت على يدها ما لم تنله يدي

شعر الوأواء الدمشقي – نالت على يدها ما لم تنله يدي

مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ

شعر المتنبي - الرأي قبل شجاعة الشجعان

شعر المتنبي – الرأي قبل شجاعة الشجعان

الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ — المتنبي Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً