ماذا يهيج غدوة شجني

ماذا يُهيَّجُ غُدْوةٌ شَجَني

من صَوْتِ هاتفةٍ على فَننِ

لم يَبْقَ لي دَمْعٌ فتُجْرِيَه

لم أَنسَ أَحبابي فَتُذْكِرَني

وأنا الفِداءُ لمُقْلتَيْ رشَأٍ

سَلَب الفؤادَ غداةَ ودَّعني

ما ضَمَّني يومَ الرَّحيلِ هَوىً

بلْ كان يُدْنيني لِيُبْعِدَني

تاللهِ لم تَرَ عاشقاً كمَداً

إن كنتَ يومَ البَيْنِ لم تَرَني

والقلبُ يَسْبِقُني وأَتبَعُه

والدَّمْعُ أسرِقُه فيَفْضَحُني

وعلى ركابِهمُ بُدورُ دُجىً

هَيَّجْنَ يومَ تَحمَّلوا حَزَني

بالعيسِ سِرْنَ ولو بكَيْتُ كما

أَمرَ الفراقُ لَسِرْنَ بالسُّفُن

قامَتْ تُودِّعُنا وقد سفَرَتْ

فبدا لنا قَمَرٌ على غُصُن

وجْهٌ إذا هُوَ صَدَّ عن كَلَفٍ

قَرَنَ القَبيحَ بهِ إلى الحَسَن

وعزيزةٌ لدَلالِها نُكَتٌ

تَخْفَى على المُتَأمِّلِ الفَطِن

تَخْشَى سُلوِّي كلّما بَعُدَتْ

فتُقيمُ لي طَيْفاً يُشوِّقُني

وتَغارُ منه إذا أنسْتُ به

فتَهيجُ لي ذِكْراً يُؤَرِّقني

يا صاحبيَّ دعا مَلامَكُما

فسِوى مَلامِكما يُلائمُني

لا تُعْلِماني لا عَدِمْتُكُما

بالدّهرِ إنّ الدّهْرَ عَلَّمني

مارسْتُ أيّامي مُمارسَةً

من لَيّنٍ فيها ومِن خَشِن

وذكرتُ فيها غيرَ واحدةٍ

والنّائباتُ عجيبةُ المِنَن

مَنْ لم يُعرِّفْني الخطابَ ولم

يَكْشِفْهُ لي فالخَطْبُ عَرَّفني

نشَز الجبالُ على مُعانَدتي

ولطالَما كانتْ تأَلَّفُني

وعجيبةٌ يا أصفهانُ إذا

نَظَروا وأنتِ رئيسةُ المُدُن

أنْ تُصْبِحي عَيْنَ البلادِ وما

لي فيكِ إنسانٌ يُلاحظُني

ويُعلِّلُني بصدودهِمْ نَفَرٌ

قد كان وَصْلُهمُ يُعَلِّلُني

ولقد يَهونُ عليَّ هَجْرُهمُ

لو أنّ لي قلباً يُطاوِعُني

دَعْني وذاك فلستُ مُنتهِياً

يا صاحِ إلاّ أنْ يُبَدِّلَنى

دَأْبي ودَأْبُ الدَّهْرِ أَنّيَ مَنْ

قاربْتُه في الوُدِّ باعَدَني

وإذا يَعِزُّ الشَّيْءُ أَطلُبُه

وإذا تركْتُ الشّيْءَ يَطلُبني

ومُصادِقي رَجُلانِ إنْ عُرِفا

من غُرّةِ الإنْصاف والزَّمَن

إمّا صديقٌ لستُ أُنصِفُه

أنا أو صَديقٌ ليس يُنْصِفُني

والدّهرُ أعجِزُ أنْ أُغَيِّرَهُ

وكذاكَ يَعجِزُ أنْ يُغَيِّرَني

يا شامتاً بي حينَ غَيَّر منْ

حالي زَمانٌ مُطْلَقُ الرَّسَن

لا تَقْضِ من أحداثهِ عَجبَاً

طَبْعُ الزّمانِ على العِنادِ بُنِي

ما عِيبَ بي زَمَنٌ تَنَقّصَني

يا حاسدِي بل عِيبَ لي زَمَني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأرجاني، شعراء العصر الأندلسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان ناصح الدين الأرجاني
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
الأرجاني

الأرجاني

ناصح الدين الأرجاني، واسمه الكامل ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين القاضي الأرجاني. ولد في التخوم الشرقية من مدينة أرجان في عام 460 هجرية – 1068 ميلادية، يتميز شعر القاضي الأرجاني بطول نفس و بلطف عبارة وكان غواصاً في المعاني كامل الأوصاف. إذا ظفر على المعنى يستوعبه كاملا و لا يدع فيه لمن بعده فضلاً لذا جاءت قصائده أغلبها طويلة. فقد ابدع في اللفظ والمعنى وأجاد وقد جمعهما بمقدرة وتمكن وقيل انه كان ينظم كل يوم ثمانية أبيات شعرية على الدوام.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان عبد الغفار الأخرس
عبد الغفار الأخرس

ذكرت على النوى عهد التصابي

ذكرتُ على النوى عهد التَّصابي فأشجاني وهيَّجَ بعضَ ما بي وشوَّقني معالم كنتُ فيها بأنعم طيبِ عيشٍ مستطاب فَبِتُّ احِنُّ من شوق إليها كما حنَّ

ديوان مروان بن أبي حفصة
مروان بن أبي حفصة

ذهب الفرزدق بالفخار وإنما

ذَهَبَ الفَرَزدَقُ بِالفَخارِ وَإِنَّما حُلوُ القَصيدِ وَمُرُّهُ لِجَريرِ وَلَقَد هَجا فَأَمَضَّ أَخطَلَ تَغلِبٍ وَحَوى اللُها بِبَيانِهِ المَشهورِ كُلُّ الثَلاثَةِ قَد أَبَرَّ بِمَدحِهِ وَهِجاؤُهُ قَد سارَ

ديوان الأمير الصنعاني
محمد بن إسماعيل الصنعاني

وصديق لي صدوق

وصديق لي صدوق في الذي أهواه يسعى سمع الأنة مني فامتلت عيناه دمعا قال ما تشكو أَبِنْ لي قلت سبعين وسبعا Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر أبو تمام - وليت عني فدمع العين منسجم

شعر أبو تمام – وليت عني فدمع العين منسجم

وَلَّيتَ عَنّي فَدَمعُ العَينِ مُنسَجِمٌ يَبكي التَلاقي وَماءُ القَلبِ مُنسَجِمُ إِنّي لَمِن أَن أُرى حَيّاً وَقَد بَرَحَت بِكَ النَوى يا شَقيقَ النَفسِ مُحتَشِمُ — أبو

شعر مرج الكحل - يا عاذلي ماذا تضرك شقوتي

شعر مرج الكحل – يا عاذلي ماذا تضرك شقوتي

يا شادِناً عَيناهُ تَفعَلُ بِالنُهى ما تَفعَلُ الصَهباءُ بِالأَلبابِ لَو ذُقتَ ما ذُوِّقتُ مِن أَلمِ الهَوى لَعَلمتَ قَدرَ الشَوقِ لِلأَحباب إِنّي لَأَعجَبُ مِن عِتابِ عَواذِلي

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً