لام ولو أنصف ما كان لام

لامَ ولو أنصفَ ما كانَ لامْ

أليسَ يخشى فتحَ بابِ الخصامْ

يعتبُ والذنبُ لهُ خطةٌ

يحقُّ للعاقِلِ منها ابتسامْ

جافٍ ويبكي مِنْ جفائي كَمَنْ

يشكو جراحاً وَهْوَ رامي السهامْ

يا أيُّها المولى الذي لم يزلْ

لهُ بقلبي منزلٌ لا يرامْ

وافى كتابٌ منكَ في ضمنِهِ

عتْبٌ لطيفٌ مثل سجع الحمامْ

يشكو انقطاعي في صيامٍ أتى

حالَ الوبا في موضعِ الميمِ لامْ

ليسَ انقطاعي عنكَ بغضاً ولا

نقصاً ولا رفضاً لحقِّ الذمامْ

وإنما ربَّيْتُ غرساً له

نضارةٌ كنتُ بها ذا اهتمامْ

وطالما كلفتُ نفسي على

ضعفي لهذا الغرسِ درع المقامْ

فصلٌ وجاءَ الناسَ هذا الوبا

فكدَّرَ العيشَ وأوهى العظامْ

اللهُ لي مِنْ وبأٍ قدْ سبا

حامَ على الروحِ وللنفسِ سامْ

لو كانتِ الأحلامُ ناجَتْ بهِ

عينَ امرئٍ لامتنعَتْ أنْ تنامْ

سلَّمَنا اللهُ وإياكُم

مِنْ شرِّه فَهْوَ ألدُّ الخصامْ

فإنْ حمانا اللهُ من شرِّهِ

وعدْتُ للعلمِ رجونا التئامْ

وإنْ يكنْ واللهُ يكفي سوى

ذا فالدعا ينفعُ تحتَ الرجامْ

وكيف ينسى منصفٌ شيخَهُ

أمْ كيفَ ينسى تَبَعَاً أو غلامْ

أنا الذي صاحبتُ قوماً وما

ثقلْتُ يوماً مثلَ بعضِ اللئامْ

إنْ أكنْ في حلبٍ كاسداً

إنَّ لسوقي في سواها مقامْ

أهملني قومٌ وكمْ فاضلٍ

يودُّ أنْ ينظرني في المنامْ

وما نفاقي وكسادي على

قلبي ولا فكريَ منهُ لمامْ

وَمَنْ رمى الأشياءَ عنْ قلبه

فعندهُ الوحدةُ مثلُ الزحامْ

قنعتُ والقتعُ يعزُّ الفتى

لما رأيتُ الحرصَ ذلَّ الكرامْ

أصبحتُ لا أرجو مزيداً ولا

أخافُ نقصاناً وتمَّ الكلامْ

هذا لساني يدَّعي لومَكُمْ

وليس في قلبي عليكُمْ ملامْ

والعهدُ باقٍ ودعاني لكمْ

وافٍ وودي دائمٌ والسلامْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الوردي، شعراء العصر المملوكي، قصائد
شارك هذه القصيدة
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
ابن الوردي

ابن الوردي

ابن الوردي شاعر أديب مؤرخ وفقيه ولد في معرة النعمان (بسورية) سنة 691 هـ / 1292 م وتوفي بالطاعون في حلب في سنة 749 هـ / 1349 م. وهو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي المعروف بابن الوردي.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب

ألم تدر أن اللحى في الخدود

أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ اللِّحَى فِي الْخُدُودْ شِعَارُ الْعَنَاءِ لِباسُ السَّخَطْ وَآدَمُ لَمْ تَبْدُ فِي وَجْهِهِ بِدَارِ الْكَرَامَةِ حَتَّى سُخِط Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان لسان

ديوان ابن معتوق الموسوي
ابن معتوق

غربت منكم شموس التلاقي

غَرَبَتْ منكمُ شُموسُ التّلاقي فبدتْ بعدَها نُجومُ المآقي جَنَّ لَيلُ النّوى عليَّ فأمْسَتْ في جُفوني مُنيرةَ الإشراقِ أخبرَتْنا حَلاوةُ القُربِ منكمْ أنّ هذا البِعادَ مُرُّ

ديوان أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني

هل تحسان لي رفيقا رفيقا

هَل تُحِسّانِ لي رَفيقاً رَفيقا مُخلِصَ الوُدِّ أَو صَديقاً صَديقا لارَعى اللَهُ ياخَليلَيَّ دَهراً فَرَّقَتنا صُروفُهُ تَفريقا كُنتُ مَولاكُما وَما كُنتُ إِلّا والِداً مُحسِناً وَعَمّاً

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً