كفوا حديث العذل عن مسمعي

كفُّوا حديث العذل عن مسمعي

فأين من يعقل أو من يعي

يا عاذلي في الحسن إن كنت لم

تبصر فإني منك لم أسمع

لا تزد القلب على شجوِه

إن كنت لا تأرق لي فاهجع

أنا الذي يروي حديث الأسى

مسلسلاً في الحبِّ عن مدمعي

واعجبي في الحبِّ أشكو الجفا

من ساكنٍ في منحى أضلعي

إن شئت يا بدر الدجى إن بدا

فاطْلع وإن شئت فلا تطلع

وأنتِ يا أغصانَ بانَ النقا

إذا تثنى فاسجدي واركعي

لا آخذ الله ليالي اللقا

فإنها أصل الأسى الموجع

لو نسيت عينايَ إنسانها

ما نسيت ليلى على الأجرع

وغفلة الواشين عن وصلنا

ونحنُ كالواجد في مضجع

يا مقلتي بالوصلِ قرّي ويا

مدائحي في ابن حميد ارْتعي

شمسٌ ينادى ذكره سرّ ويا

طرف الأعادي خاسئاً فارْجعي

مستحكم الرأي ولكن متى

نخدعه باغي نشبٍ يخدع

يزدحم اللثم على كفِّه

تزاحم البهم على المكرع

إذا بدا أبصرْتَ حسَّاده

من مهطع الرأس ومن مقنع

آراء عمرٍو ولهى حاتمٍ

وحلو قيسٍ وذكا الأصمعي

جننت يا غيثُ متى شئت أن

تحكِي أيادِيه فطِرْ أوقَع

ذاك الذي عمَّ جدى برّه

وأنت في الموضع والموضع

أصبحَ لا حرز لأمواله

فلو عدا السارق لم يقطع

تهبّ نعماه وبأساؤه

من سجسجٍ طوراً ومن زعزع

لطافة حفَّت بها هيبةٌ

كالسيف ذو الرّونق والمقطع

وهمَّة علياء تعبانة

أيّ ربى في المجدِ لم تقرع

لو أنَّها ألفت هلال السما

مكان شسع النعل لم تقنع

وأنمل تحنو على معدمٍ

تحنن الثدِي على المرضع

وليسَ يعيى جودها ذا غنىً

جود الحيا في الجدول المترع

شم فضله واللفظ وانْظر إلى

صوبِ الغوادِي والحمى الممرع

نظمٌ ونثرٌ في عقولِ الورى

كالخمر أو كالسحر أو أصنع

لا غَرْوَ إن تسكر شمسية

لموعةٌ تصدر عن ألمع

ذو قلم يجني الغنى والفنا

من شهده أو سمّه المنقع

ينهلّ منه القصد في منجحٍ

ويلجأ الجيش إلى منجع

أيّ ردينيّ بغى حربه

من ندمٍ للسنِّ لم يقرع

يا سابق الناس لشأوِ العلى

من حاصرٍ باقٍ ومن مرتع

كأنما يسلك في مجهلٍ

وأنتَ في متّضح مهيَعي

تهنَّ بالحجِّة مقبولة

فائزة المقصد والمرجع

والحجر المدنى إليه يداً

بأكرم الحالك والأصنع

وانعم ودُمْ واسمعْ معاني الثنا

على قصور الخلق واسْتمتع

جلت معاليك على واصفٍ

حتى غدا المادح كالمقدع

وأبعدت عن حاسدٍ كائدٍ

أينَ السهى من مقعد أقطع

وأبعدت علياك لي في الندى

فجبتها بالكلم المبدع

ورد نعماك إليَّ الرَّجا

فأنتَ شمسي والرَّجا يوشعي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان ابن نباتة المصري
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
ابن نباتة

ابن نباتة

ابن نباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، كان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ابن هانئ الأندلسي

أحبب به قنصا إلى متقنص

أحْبِبْ به قَنَصاً إلى مُتَقَنِّصِ وفريصةً تُهدى إلى مُستفرِصِ من أين هذا الخشْفُ جاذبَ أحبُلي فَلأفحَصَنْ عنه وإن لم يُفْحَصِ بل طيْفُ نازحةٍ تصرّمَ عهدُهَا

ديوان الحطيئة
الحطيئة

حمدت إلهي أنني لم أجدكما

حَمِدتُ إِلَهي أَنَّني لَم أَجِدكُما مِنَ الجوعِ مَأوىً أَو مِنَ الخَوفِ مَهرَبا ضُبَيبانِ جَحلِيّانِ في آمِنِ الكُدى إِذا ما أَحَسّا حارِشَ اللَيلِ ذَنَّبا تَباعَدتُ حَتّى

ديوان أبو تمام
أبو تمام

أجل أيها الربع الذي خف آهله

أَجَل أَيُّها الرَبعُ الَّذي خَفَّ آهِلُه لَقَد أَدرَكَت فيكَ النَوى ما تُحاوِلُه وَقَفتُ وَأَحشائي مَنازِلُ لِلأَسى بِهِ وَهوَ قَفرٌ قَد تَعَفَّت مَنازِلُه أُسائِلُكُم ما بالُهُ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر البوصيري - وافاك بالذنب العظيم المذنب

شعر البوصيري – وافاك بالذنب العظيم المذنب

وَافاك بالذنبِ العظيمِ المُذْنِبُ خَجِلاً يُعَنِّفُ نفسَهُ ويُؤَنِّبُ لم لا يشُوبُ دُمُوعَهُ بِدِمائِه ذو شيبَةٍ عَوْرَاتُها مَا تُخْضَبُ لَعِبَتْ به الدّنيا ولولا جَهْلُه ما كان

شعر الفرزدق - والشيب ينهض في السواد كأنه

شعر الفرزدق – والشيب ينهض في السواد كأنه

وَالشَيبُ يَنهَضُ في السَوادِ كَأَنَّهُ لَيلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ إِنَّ الشَبابَ لَرابِحٌ مَن باعَهُ وَالشَيبُ لَيسَ لِبائِعيهِ تِجارُ – الفرزدق Recommended1 إعجاب واحدنشرت في أبيات

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً