قد قامتِ الحُجّهْ

فلْيُعْذِرُ العاذِرْ

فالعَذْلُ لا يُجْدي

شَيْئاً سوَى الكَرْبِ

وشِقْوَةَ الخاطِرْ

وشِدّةِ الوجْدِ

حدِّثْ عنِ السّلْوانْ

أو شِئْتَ يا صاحِ

حدِّثْ عنِ العَنْقا

إنّهُما سِيّانْ

فلْيُقْصِرِ اللاّحي

عمّنْ شَكا العِشْقا

قدْ عزّني الكِتْمانْ

فَبانَ إفْصاحي

ببَعْضِ ما ألْقى

منْ صادِقِ اللّهْجَهْ

وسْنانَ عنْ ساهِرْ

لمْ يُبْلَ بالصّدِّ

مُنَزَّهُ القَلْبِ

مُبَرّأ النّاظِرْ

عنْ حالَةِ السُّهْدِ

عذّبَ بالتّيهِ

قلْبي وبالبَيْنِ

فلمْ أُطِقْ صَبْرا

ظَبْيٌ تَجَنّيهِ

ما كانَ بالهَيْنِ

قد واصَلَ الهَجْرا

مُكَمَّلٌ فيهِ

مَسْرَحةُ العَيْنِ

قدْ أخْجَلَ البَدْرا

في طرْفِهِ حُجّهْ

للفاتِنِ السّاحِرْ

ونافِثِ العِقْدِ

يذْهَبُ باللّبِّ

مُحَكَّمُ النّاظِرْ

في الحُرِّ والعَبْدِ

نادَيْتُ في الظُّلْمَهْ

يا مالِكَ المُلْكِ

يا دافِعَ البَلْوَى

فرِّجْ ليَ الغُمّهْ

أنتَ الذي تُشْكي

مَنْ أعْلنَ الشّكْوى

بمَنْ طوى الهِمّهْ

لطَيْبَةٍ يَبْكي

ويُعْلِنُ النّجْوى

في عشْرِ ذي الحِجّهْ

منْ راكِضٍ سائِرْ

للعَلَمِ الفَرْدِ

مُغْتَفَرِ الذّنْبِ

معْتَمِرٍ زائِرْ

مُبَلَّغِ القَصْدِ

مُذْ جالَ في سمْعي

فِراقُهُ حَقّا

ظَلِلْتُ كالهائِمْ

كأنّما دَمْعي

يَهْمي فَلا يَرْقا

جَوْدُ أبي سالِمْ

مُعالِجُ الصّدْعِ

والعُرْوَةُ الوُثْقَى

وقامِعُ الظّالِمْ

ومُصْمِتُ الضّجّهْ

ومُطْفِئُ النّائِرْ

وموضِحُ الرّشْدِ

خَليفَةُ الرّبِّ

والباذِخِ الفاخِرْ

بالأبِ والجَدِّ

الواهِبُ الألْفِ

تاتِي معالِيهِ

منْ رَجْعِهِ الطّرْفا

وخارِقُ الصّفِّ

الى أعاديهِ

إنْ شاهَدَ الزّحْفا

ومُرْسِلُ الحَتْفِ

فمَنْ يُناديهِ

يُصادِمُ الحَتْفا

الأرضُ مُرتَجّةٌ

بالعَسْكَرِ الزّاخِرْ

قدْ ماجَ بالجُرْدِ

وغصّ بالقُضْبِ

والصّارِمِ الباتِرْ

والحَلقِ السّرْدِ

مَنْ فازَ بالسّبْقِ

في رِفعَةِ القَدْرِ

والمَنْصِبِ الأسْمَى

وفاقَ في الخُلْقِ

والخُلُقِ البَرِّ

واسّيرَةِ الرّحْمَى

ذو مَنْظَرٍ طَلْقٍ

مؤيّدُ الأمْرِ

مسَدّدُ المَرْمَى

إذا امْتَطَى سرْجَهْ

فالقَمَرُ الرّاصِدْ

لعَيْنِ مُستَهدِ

ومُخْجِلُ الشّمْسِ

في العارِضِ الماطِرْ

إنْ جادَ بالرّفْدِ

عُلاكَ لا تُحْصَى

والشّرْطُ والثُّنْيا

دَأباً يُنافِيها

لوْ مُثّلَتْ شخْصاً

لغالَتِ الدُنْيا

بالحَقِّ تُعْييها

دوْلَتَه اخْتَصّا

تأنّقَ العُلْيا

بكُلِّ ما فِيها

بَدائِعُ البَهْجَهْ

ونُزْهَةُ الخطِرْ

وجنّةُ الخُلْدِ

وراحَةُ القَلْبِ

وبُغْيَةُ الناظِرْ

في ذلِكَ الخَدِّ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان لسان الدين بن الخطيب، شعراء العصر الأندلسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان لسان الدين بن الخطيب
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
لسان الدين بن الخطيب

لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب و يكنى أبا عبد الله، هو شاعر وكاتب وفقيه مالكي ومؤرخ وفيلسوف وطبيب وسياسي من الأندلس

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

الكميت بن زيد

ذو الكبرياء الذي يرى البعد

ذو الكبرياء الذي يرى البعدَ والـ حِدَّة من حيث ثابه القَربُ Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الكميت بن زيد، شعراء العصر الأموي، قصائد

ديوان الشاب الظريف
الشاب الظريف

غرامي فيكم ما ألذ وأطيبا

غَراميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبا وَأَهْلاً بِسُقْمِي مِنْ هَواكُم وَمَرْحَبا غَزالُكُم ذاكَ المَصونُ جَمالُهُ إِلَى غَيْرِه في الحُبّ قلبي ما صَبا تَجلَّى على كلِّ القُلوبِ

ديوان أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري

بين الغريزة والرشاد نفار

بَينَ الغَريزَةِ وَالرَشادِ نِفارُ وَعَلى الزَخارِفِ ضُمَّتِ الأَسفارُ وَإِذا اِقتَضَيتَ مَعَ السَعادَةِ كابِياً أَورَيتَهُ ناراً فَقيلَ عَفارُ أَمّا زَمانُكَ بِالأَنيسِ فَآهِلٌ لَكِنَّهُ مِمّا تَوَدُّ قِفارُ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر المتنبي - وإني لممنوع المقاتل في الوغى

شعر المتنبي – وإني لممنوع المقاتل في الوغى

وإنّي لمَمنُوعُ المَقاتِلِ في الوَغَى وإن كنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحُبِّ وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفونِهِ أَصابَ الحُدورَ السَهلَ في المُرتَقى الصَعبِ — أبو الطيب

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً