غلس الشيب أو تعجل ورده

غَلَّسَ الشَيبُ أَو تَعَجَّلَ وِردَه

وَاِستَعارَ الشَبابَ مَن لا يَرُدُّهُ

لا تَسَلني عَنِ الصِبا بَعدَ ما صَوَّحَ

رَوضُ الصِبا وَأَنجَزَ بُردُه

وَمَغاضُ المَشيبِ يَغدو فَيَستَخ

لِقُ مِن عَيشِنا الَّذي نَستَجِدُّهُ

قاتَلَ اللَهُ قاتِلاتِ الغَواني

بِالغَرامِ المُنبي عَنِ الغَيِّ رُشدُه

وَالعُيونِ المِراضِ يوقِدُ عَنهُنَّ

جَوىً يُمرِضُ الجَوانِحَ وَقدُه

وَالخُدودِ الحِسانِ يَبهى عَلَيها

جُلَنّارُ الرَبيعِ طَلقاً وَوَردُه

يَتَخَلّى السالي عَنِ الحُبِّ بِالشُغ

لِ وَيَغلو بِصاحِبِ الوَجدِ وَجدُه

وَمِنَ الضَيمِ في هَوى البيضِ عِندي

أَن يَوَدَّ المَتبولُ مَن لا يَوَدُّه

لي صَديقٌ أَعدَدتُهُ لِصُروفٍ

مِن زَمانٍ يُربي عَلى مَن يُعِدُّه

سَيِّدٌ مِن بَني الحُسَينِ بنِ سَعدٍ

شادَ بُنيانَهُ الحُسَينُ وَسَعدُه

وَهُوَ المَجدُ لَيسَ يَحويهِ مَن لَم

يَتَقَدَّم فيهِ أَبوهُ وَجَدُّه

ما نُبالي أَيَّ الحُظوظِ فَقَدنا

ما تَراخى عَنّا فَأُمهِلَ فَقدُه

لا تَقيسَنَّ حاتِمَ الجودِ في الجو

دِ إِلَيهِ فَحاتِمٌ فيهِ عَبدُه

هَزلُهُ لِلسَماحِ شيمَتُهُ وَال

بَذلُ وَالحَزمُ وَالكِفايَةُ جِدُّه

تَتَكافا الحالانِ مِنهُ وَمَتنُ ال

سَيفِ سَيّانِ في الغِناءِ وَحَدُّه

لا يَزَل يُفتَدى بِقَومٍ أَراهُم

غاضَ مَعروفُهُم وَأُترِعَ رِفدُه

ما تَجارى الأَجوادُ إِلّا شَآهُم

سابِقاً واحِدَ التَطَوُّلِ فَردُه

خَيرُ ما لِلمُطالِبينَ لَدَيهِ

راحَةُ اليَأسِ مِن جَداهُم وَبَردُه

مَن يُشِن وَعدَهُ المِطالُ يُناجِز

مُنجِحاً أَو يُزانُ بِالنُجحِ وَعدُه

وَمِنَ الناسِ مَن يُناكِدُ حَتّى

إِنَّ فَنّاً مِنَ النَسيئَةِ نَقدُه

حادَ عَنهُ المُساجِلونَ وَهابوا

حَفلَةَ البَحرِ وَالبِحارُ تَمُدُّه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان البحتري
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
البحتري

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان ابن الساعاتي
ابن الساعاتي

ألبستني جفون عينيه سقما

ألبستني جفون عينيه سقما والشفاء الشفاه رشفاً ولثما عيل صبري بالغصن أهيف لدنا ضاق ذرعي بالظبي أغيد ألمى مطل المستهام منه ضعيف الأيـ ـد لو

ديوان ابن الساعاتي
ابن الساعاتي

ولم أر يوماً كان أبهج منظراً

ولم أرَ يوماً كانَ أبهج منظراً زمن البرزخ المشهود لو كنتَ تعلمُ غداً حاجزاً ما بين ضدّين لم تزل جوامعُ فكري فيهما تتقسّم وكان رداءُ

ديوان ابن خفاجة
ابن خفاجة

يا ضاحكا ملء فيه جهلا

يا ضاحِكاً مِلءَ فيهِ جَهلاً أَحسَنُ مِن ضَحكِكَ البُكاء وَهَنتَ حِسّاً وَهُنتَ نَفساً فَلا ذَكاءَ وَلا زَكاء Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن خفاجة، شعراء

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً