عجبت وكم عجب في الزمان

عَجِبتُ وَكَم عَجَبٌ في الزَمانِ

لِرَأيِ بَني دَهرِكَ الفائِلِ

فَمَقتاً لِما أَورَثوا مِن غِنىً

وَما وَهَبوهُ مِن النائِلِ

فَلا تَحمِلَنَّ لَهُم مِنَّةً

وَلَو بِتَّ في صورَةِ العائِلِ

يَغولُ الفَتى أَرضَهُ بِالوَجيفِ

وَلا بُدَّ مِن حادِثٍ غائِلِ

وَيَطلُبُ قوتاً وَرِزقُ المَلي

كِ يَسأَلُ بِالطالِبِ السائِلِ

أَلَم تَرَني وَجَميعَ الأَنا

مِ في دَولَةِ الكِذبِ الذائِلِ

مَضى قَيلُ مِصرَ إِلى رَبِّهِ

وَخَلّى السِياسَةَ لِلخائِلِ

وَقالوا يَعودُ فَقُلنا يَجوزُ

بِقُدرَةِ خالِقِنا الآثِلِ

إِذا هَبَّ زَيدٌ إِلى طَيِّئٍ

وَقامَ كُلَيبٌ إِلى وائِلِ

أَخو الحَربِ يَعدو عَلى سابِحٍ

لِيَسبَحَ في الزاخِرِ السائِلِ

سَيُقصَرُ مِن طولِ تِلكَ القَناةِ

وَيُرفَعُ مِن دِرعِهِ الذائِلِ

وَتُصغي إِلى المَينِ أَسماعُنا

وَنَصبو إِلى زُخرُفِ القائِلِ

وَكَيفَ اِعتِدالي وَهَذا النَهارُ

يَروحُ بِميزانِهِ المائِلِ

وَإِنَّ ثَبيراً لَهُ خِفَّةٌ

تَبينُ عَلى كِفِّةِ الشائِلِ

تَصولُ عَلَينا بَناتُ الزَمانِ

فَهَلّا يُصالُ عَلى الصائِلِ

وَقَد عَزَّ رَملٌ عَلى حاسِبٍ

كَما عَزَّ بَحرٌ عَلى كائِلِ

يُهالُ التُرابُ عَلى مَن ثَوى

فَآهِ مِنَ النَبَأِ الهائِلِ

وَكَم قَيَّدَ الدَهرُ مِن دالِفٍ

وَقَد كانَ كَالسابِقِ الجائِلِ

جَميعُ الَّذي نَحنُ فيهِ النِفاقُ

وَنَلحَقُ بِالذاهِبِ الزائِلِ

وَلَو لَم يَكُن حَولَكَ العاذِلونَ

بَكَيتَ عَلى المَنزِلِ الحائِلِ

وَيُغنيكَ عَن طَرحِ فالٍ تَعو

دُ بِاليُمنِ طَعنُكَ في الفائِلِ

نُسَرُّ إِذا نَثرَةٌ أَرعَفَت

وَنَفرَحُ بِالأَسَدِ البائِلِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان أبو العلاء المعري
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

عبد الله بن المعتز

كم غدوة وعشيه

كَم غَدوَةٍ وَعَشِيَّه نَعِمتُ بِالقادِسِيَّه وَكَم هَجيرٍ وَقَتني مِن حَرِّ شَمسٍ ذَكِيَّه مُعَشِّراتُ كُرومٍ أَبنائُها حَبَشِيَّه لَم يَبقَ مِن وَهَجِ الشَم سِ بَينَهُنَّ بَقِيَّه يُسكَرنَ

ديوان صفي الدين الحلي
صفي الدين الحلي

ألا بلغ هديت سماة قومي

أَلا بَلَّغ هُديتَ سَماةَ قَومي بِحِلَّةِ بابِلٍ عِندَ الوُرودِ أَلا لا تَشغَلوا قَلباً لِبُعدي فَإِنّي كُلَّ يَومٍ في مَزيدِ لِأَنّي قَد حَلَلتُ حِمى مُلوكٍ رُبوعُ

ديوان الفرزدق
الفرزدق

تغنى جرير بن المراغة ظالماً

تَغَنّى جَريرُ بنُ المَراغَةِ ظالِماً لِتَيمٍ فَلاقى التَيمَ مُرّاً عِقابُها وَتَيمٌ مَكانَ النَجمِ لا يَستَطيعُها إِذا زَخَرَت يَوماً إِلَيها رَبابِها وَفيها بَنو الحَربِ الَّتي يُتَّقى

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

أليس الليل يجمعني وليلى - قيس بن الملوح

آه.. لو حبك يبلعني – نزار قبّاني

آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ.. إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ

كن كيف شئت فمالي عنك من بدل - ياقوت الحموي

كن كيف شئت فمالي عنك من بدل – ياقوت الحموي

إن غَاضَ دَمعُك والأحبابُ قد بَانُوا فَكُلُّ ما تَدَّعِي زُورٌ وبُهْتَانُ وكَيْفَ تَأْنَسُ أَوْ تَنْسَى خَيَالَهُمُ وَقَدْ خَلا مِنْهُمُ رَبْعٌ وَأَوْطَانُ لا أَوْحَشَ الله مِنْ

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً