إني رأيت وجودا لا يقيده

ديوان محيي الدين بن عربي

إني رأيت وجوداً لا يقيده

نعتٌ ولا هو محدود فينحصرُ

في الحدِّ وهو الذي في الحدِّ يعرفه

وما له في الذي يدري به خبرُ

تنزهتْ ذاتُ من قد حار طالبها

سبحانه جل أنْ تحظى به الفكر

أقامني مثلا مثلا ونزهني

عن كلِّ شيء فلم يظفر بيَ النظر

هو الوجودُ الذي في كونه سندٌ

لخلقه وله سمع هو البصر

إني لعبد لمن كانت هويته

عيني وما أنا عينُ الحقِّ فاعتبروا

لو كنته لم أكن بالعجز متَّصفاً

عن كونِ ما تظهر الأسباب والقدر

ولم يكن حاكماً على تصرّفنا

سرٌّ يقال له في علمنا القدر

إني عُبيدٌ فقيرٌ في تقلبه

هذي نعوتي وأما اسمي هو البشر

ووالدي آدمُ والكلُّ متَّصِفٌ

بعجزه للذي إليه يفتقر

فغايتي الفقر والتنزيه غايته

عن غايتي والغنى عني هو الوزر

أعطيته الوصفَ من ذاتي فلي شرفٌ

به تنزلتِ الآياتِ والسور

لولاي ما ظهرت في الصور نفخته

فالروحُ من نفس الرحمنِ فادّكروا

هذا الذي قلته ألوحي يعضدني

فيه فقد جاءكم ما فيه معتبر

لو كنتُ ذا بصر لكنتُ معتبراً

كذا يقول الإله الحقُّ فافتكروا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات