أنبئت أن بني جديلة أوعبوا

أُنبِئتُ أَنَّ بَني جَديلَةَ أَوعَبوا

نُفراءَ مِن سَلمى لَنا وَتَكَتَّبوا

وَلَقَد جَرى لَهُمُ فَلَم يَتَعَيَّفوا

تَيسٌ قَعيدٌ كَالوَلِيَّةِ أَعضَبُ

وَأَبو الفِراخِ عَلى خَشاشِ هَشيمَةٍ

مُتَنَكِّباً إِبطَ الشَمائِلِ يَنعَبُ

وَتَجاوَزوا ذاكُم إِلَينا كُلَّهُ

عَدواً وَمَرقَصَةً فَلَمّا قَرَّبوا

طَعَنوا بِمُرّانِ الوَشيجِ فَما تَرى

خَلفَ الأَسِنَّةِ غَيرَ عِرقٍ يَشخَبُ

وَتَبَدَّلوا اليَعبوبَ بَعدَ إِلَهِهِم

صَنَماً فَقَرّوا يا جَديلَ وَأَعذِبوا

إِن تَقتُلوا مِنّا ثَلاثَةَ فِتيَةٍ

فَلِمَن بِساحوقَ الرَعيلُ المُطنِبُ

فَبِحَمدِ حَيِّهِمُ وَحَمدِ قَبيلِهِم

إِذ طالَ يَومُهُمُ وَعابَ العُيَّبُ

إِنّي اِمرُؤٌ في الناسِ لَيسَ لَهُ أَخٌ

إِمّا يُسَرُّ بِهِ وَإِمّا يُغضَبُ

وَإِذا أَخوكَ تَرَكتَهُ وَأَخا اِمرِئٍ

أَودى أَخوكَ وَكُنتَ أَنتَ تَتَبَّبُ

فَلتَعزِفِ القَيناتُ فَوقَ رُؤوسِهِم

وَشَرابُهُم ذو فَضلَةٍ وَمُحَنَّبُ

بَل لا مَحالَةَ مِن لِقاءِ فَوارِسٍ

كَرَمٍ مَتى يُدعَوا لِرَوعٍ يَركَبوا

شُمٍّ كَأَنَّ سَنا القَوانِسِ فَوقَهُم

نارٌ عَلى شَرَفِ اليَفاعِ تَلَهَّبُ

تَمشي بِهِم أُدمٌ تَئِطُّ نُسوعُها

خوصٌ كَما يَمشي الهِجانُ الرَبرَبُ

وَهُمُ قَدِ اِتَّخَذوا الحَديدَ حَقائِباً

وَخِلالَهُم أُدمُ المَراكِلِ تُجنَبُ

مِن كُلِّ مَمسودِ السَراةِ مُقَلِّصٍ

قَد شَفَّهُ طولُ القِيادِ وَأَلغَبوا

وَطِمِرَّةٍ كَالسيدِ يَعلو فَوقَها

ضِرغامَةٌ عَبلُ المَناكِبِ أَغلَبُ

وَلَقَد شَبَبنا بِالجِفارِ لِدارِمٍ

ناراً بِها طَيرُ الأَشائِمِ يَنعَبُ

وَلَقَد تَقادَمَ بِالنِسارِ لِعامِرٍ

يَومٌ لَهُم مِنّا هُناكَ عَصَبصَبُ

حَتّى سَقَيناهُم بِكَأسٍ مُرَّةٍ

فيها المُثَمَّلُ ناقِعاً فَليَشرَبوا

بِمُعَضِّلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ عُقابَهُ

في رَأسِ خُرصٍ طائِرٌ يَتَقَلَّبُ

وَلَقَد أَتانا عَن تَميمٍ أَنَّهُم

ذَئِروا لِقَتلى عامِرٍ وَتَغَضَّبوا

رَغمٌ لِأَنفِ أَبيكَ عِندي ضائِعٌ

إِنّي يَهونُ عَلَيَّ أَن لا يُعتَبوا

وَغَداةَ صَبَّحنَ الجِفارَ عَوابِساً

يَهدي أَوائِلَهُنَّ شُعثٌ شُزَّبُ

لَمّا رَأَونا وَالمَغاوِلُ وَسطَهُم

وَالخَيلُ تَبدو تارَةً وَتَغَيَّبُ

وَلَّوا وَهُنَّ يَجُلنَ في آثارِهِم

شَلَلاً وَبالَطناهُمُ فَتَكَبكَبوا

سائِل بِنا حُجرَ بنَ أُمِّ قَطامِ إِذ

ظَلَّت بِهِ السُمرُ النَواهِلُ تَلعَبُ

صَبراً عَلى ما كانَ مِن حُلَفائِنا

مِسكٌ وَغِسلٌ في الرُؤوسِ يُشَيَّبُ

فَليَبكِهِم مَن لا يَزالُ نِساؤُهُ

يَومَ الحِفاظِ يَقُلنَ أَينَ المَهرَبُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبيد بن الأبرص، شعراء العصر الجاهلي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان عبيد بن الأبرص
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
عبيد بن الأبرص

عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم مقتله.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري

إركع لربك في نهارك واسجد

إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ وَمَتى أَطَقتَ تَهَجُّداً فَتَهَجَّدِ وَإِذا غَلا البُرُّ النَقِيُّ فَشارِكِ ال فَرَسَ الكَريمَ وَساوِ طِرفَكَ تَمجُدِ وَاِجعَل لِنَفسِكَ مِن سَليطِ ضِيائِها

ابن الوردي

يا من تلون في العتاب وقاسني

يا مَنْ تلوَّنَ في العتابِ وقاسني ظلماً عليه تَعَنُّتاً وتَعَتُّبا إنْ كنتُ أنسى مَنْ صحبتْ وإنْ أبى الودادِ فلستُ أعرفُ لي أبا Recommend0 هل أعجبك؟نشرت

ديوان لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب

خليفة الله ساعد القدر

خَليفَةَ اللهِ ساعَدَ القَدَرُ عُلاكَ ما لاحَ في الدُّجى قَمَرُ ودافَعَتْ عنْكَ كفُّ قُدْرَتِهِ ما ليْسَ يسْتَطيعُ دَفْعهُ البَشَرُ ليْسَ لَنا ملْجأٌ نؤمِّلُهُ سِواكَ أنتَ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر إيليا أبو ماضي - كلما طالعت خطبا جللا

شعر إيليا أبو ماضي – كلما طالعت خطبا جللا

كُلَّما طالَعتُ خَطباً جَلَلاً جاءَني الدَهرُ بِخَطبٍ جَلَلِ أَشتَكي اللَيلَ وَلَو وَدَّعتُهُ بِتُّ مِن هَمّي بِلَيلٍ أَليَلِ — إيليا أبو ماضي Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في

شعر الشاب الظريف - أراك فيمتلي قلبي سرورا

شعر الشاب الظريف – أراك فيمتلي قلبي سرورا

أَراكَ فَيمْتَلِي قَلْبِي سُرُوراً وَأَخْشَى أَنْ تَشُطَّ بِنَا الدِّيارُ أَقِمْ واهْجُرْ وصُدَّ وَلاَ تَصِلْنِي رَضِيتُ بِأَنْ تَجُورَ وَأَنْتَ جَارُ — الشاب الظريف Recommend0 هل أعجبك؟نشرت

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً