أما وقد ألحقتني بالموكب

أَمّا وَقَد أَلحَقتَني بِالمَوكِبِ

وَمَدَدتَ مِن ضَبعي إِلَيكَ وَمَنكِبي

فَلَأُعرِضَنَّ عَنِ الخُطوبِ وَجَورِها

وَلَأَصفَحَنَّ عَنِ الزَمانِ المُذنِبِ

وَلَأُلبِسَنَّكَ كُلَّ بَيتٍ مُعلَمٍ

يُسدى وَيُلحَمُ بِالثَناءِ المُعجَبِ

مِن بِزَّةِ المَدحِ الَّتي مَشهورُها

مُتَمَكِّنٌ في كُلِّ قَلبٍ قُلَّبِ

نَوّارُ أَهلِ المَشرِقِ الغَضِّ الَّذي

يَجنونَهُ رَيحانُ أَهلِ المَغرِبِ

أَبدَيتَ لي عَن جِلدَةِ الماءِ الَّذي

قَد كُنتُ أَعهَدُهُ كَثيرَ الطُحلُبِ

وَوَرَدتَ بي بُحبوحَةَ الوادي وَلَو

خَلَّيتَني لَوَقَفتُ عِندَ المِذنَبِ

وَبَرَقتَ لي بَرقَ اليَقينِ وَطالَما

أَمسَيتُ مُرتَقِباً لِبَرقِ الخُلَّبِ

وَجَعَلتَ لي مَندوحَةً مِن بَعدِ ما

أَكدى عَلَيَّ تَصَرُّفي وَتَقَلُّبي

وَالحُرُّ يَسلُبُهُ جَميلَ عَزائِهِ

ضيقُ المَحَلِّ فَكَيفَ ضيقُ المَذهَبِ

هَيهاتَ يَأبى أَن يَضِلَّ بِيَ السُرى

في بَلدَةٍ وَسَناكَ فيها كَوكبي

وَلَقَد خَشيتُ بِأَن تَكونَ غَنيمَتي

حَرَّ الزَمانِ بِها وَبَردَ المَطلَبِ

أَمّا وَأَنتَ وَراءَ ظَهري مَعقِلٌ

فَلَأَنهَضَن بِفَقارِ صُلبٍ صُلَّبِ

وَكَذاكَ كانوا لا يَحِشّونَ الوَغا

إِلّا إِذا عَرَفوا طَريقَ المَهرَبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو تمام، شعراء العصر العباسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان أبو تمام
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
أبو تمام

أبو تمام

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 788-845 م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان القاضي الفاضل
القاضي الفاضل

قالوا جرى قلمي في غير مدحكم

قالوا جَرى قَلَمي في غَيرِ مَدحِكُمُ لا وَالَّذي عَلَّمَ الإِنسانَ بِالقَلَمِ وَما خَلَوتُ بِذِكراكُم وَكانَ مَعي ثانٍ يُثَلِّثُ ذِكراكُم سِوى الكَرَمِ فَاِستَعمِلوا مِنهُ ما قَد

ديوان أبو الطيب المتنبي
أبو الطيب المتنبي

إذا غامرت في شرف مروم

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري صَفائِحُ

ديوان البحتري
البحتري

في حضور الفراق عند لقاءي

في حُضورِ الفِراقِ عِندَ لِقاءَي كَ اِحتِراقٌ يَفوقُ كُلَّ اِحتِراقِ وَإِذا ما نَأَيتُ هَوَّنَ ما أَل قاهُ مِن نَأيِكُم رَجاءُ التَلاقي لَيتَني قَد رَأَيتُ وَجهَكَ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

شعر ربيعة بن مقروم - وذكرني العهد أيامها

شعر ربيعة بن مقروم – وذكرني العهد أيامها

وذكَّرَني العَهْدَ أَيَّامُهَا فَهَاجَ التَّذَكُّرُ قلباً سَقِيماً فَفَاضَتْ دُمُوعِي فَنَهْنَهْتُها عَلَى لِحْيَتِي ورِدَائي سُجُومَا — ربيعة بن مقروم شرح أبيات الشعر: 2:  نهنهتها: كففتها. سجوما:

شعر أبو العلاء المعري - وينشأ ناشئ الفتيان منا

شعر أبو العلاء المعري – وينشأ ناشئ الفتيان منا

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ — أبو العلاء المعري معاني المفردات: الناشىء: الفتى

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً