أفي كل وم لي منى أستجدها

أفِي كلِّ يومٍ لي مُنىً أستجدّها

وأسبابُ دنياً بالغرُورِ أودُّها

ونفسٌ تنزّى ليتها في جوانحٍ

لذِي قوَّةٍ يَسطيعها فيردّها

تَعامَهُ عَمْداً وهْيَ جِدُّ بصيرةٍ

كما ضلّ عن عشواءَ باللّيل رُشدُها

إذا قلتُ يوماً قد تناهى جِماحُها

تجانَفَ لِي عن منهجِ الحقِّ بعدُها

ولي نَقْدُها من كلِّ شرٍّ وربّما

يكون بخيرٍ لا توفّيه وعدُها

وَأَحْسَبُ مَولاها كَما يَنبغي لَها

وَأنِّيَ من فَرْطِ الإطاعةِ عبدُها

ترى في لساني ما تشاءُ من التُّقى

ومِنْ حَسَناتٍ ثمّ فعلِيَ ضدُّها

وأهوى سبيلاً لا أرى سالكاً بها

كأنِّيَ أقلاها وَغيري يَوَدُّها

وأنسى ذنوباً لِي أتتْ فات حصرُها

حسابي وربّي للجزاءِ يعُدُّها

أقِرُّ بها رَغماً وليس بنافعِي

وَقَد طويتْ صُحْفُ المعاذير جَحْدُها

وَلَمّا تَراءَتْ لي مَغبَّةُ قبحِها

وَعُرِّيَ عن دارِ المُجازاةِ بُرْدُها

تَندّمتُ لمّا لَم تَكُن لي نَدامةٌ

فَألّا وفى كفّي لو شئتُ ردّها

ولم أرَ كالدّنيا تصدّ عن الّذي

يَوَدُّ محبوها فيحسُنُ صدُّها

وتسقيهمُ منها الأُجاجَ مُصَرَّداً

وكيف بها لو طاب للقومِ عِدُّها

تعلّقتُها وَرْهاءَ للخَرْقِ نسجُها

وللمنع ما تُعطي وللحلِّ عقدُها

يُدالُ الهوى فيها مِراراً من الحِجى

ويقتادُها صُغْراً كما شاء وغْدُها

وما أنصَفتنا تظهِرُ الصَّفحَ كلَّهُ

لجانٍ وفيما لا ترى العينُ حِقْدُها

أراها على كلِّ العيوبِ حبيبةً

فيا لقلوبٍ قد حشاهنَّ وُدُّها

وحبُّ بنِي الدّنيا الحياةَ مسيئةً

بهمْ ثَلْمَةٌ بالنّفسِ أعوَزَ سدُّها

أَلا يا أُباةَ الضّيمِ كيف اِطّباكُمُ

وغيرُكُمُ يغترّه الرِّفْدُ رِفدُها

وَكَيفَ رَجَوتمْ خيرَها وإزاءَكمْ

طلائحُ أرْداهنّ بالأمس كدُّها

وقد كنتمُ جرّبتُمُ غِبّ نفعِها

وجرّعكم كأسَ المراراتِ شَهدُها

تَعاقَبَ فيكمُ حرُّها بعد بَردها

فما ضرّها لو حرُّها ثمَّ بردُها

وَلَو لَم تُنِلْكمُ كارِهينَ نَعيمها

لَما ضَرّكم كلَّ المضرّةِ جَهدُها

سَقَى اللَّهُ قلباً لم يَبتْ في ضلوعِهِ

هواها لم يطرقْ نواحيهِ وَجْدُها

ولم يَخشَ منها نحسَها فيبيتُهُ

عَلى ظَمأٍ إلّا مُحيّاهُ سعدُها

تخفّف مِن أزوادها مِلءَ طوقِهِ

فَهانَ عليهِ عندَ ذلك فَقدُها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد
شارك هذه القصيدة
ديوان الشريف المرتضى
تابع عالم الأدب على الشبكات الاجتماعية
الشريف المرتضى

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

قصائد ودواوين شعر قد تعجبك أيضاً:

ديوان صفي الدين الحلي
صفي الدين الحلي

وأغن أبدى من مواجب عوده

وَأَغَنَّ أَبدى مِن مَواجِبِ عودِهِ نَغَماً أَصَحَّ بِهِ القُلوبَ وَأَمرَضا بِيَدٍ إِذا سَخِطَت عَلى أَوتارِهِ نالَ الرِفاقُ بِسُخطِها عَينَ الرِضى Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان

ديوان أبو نواس
أبو نواس

منحتكم يا أهل مصر نصيحتي

مَنَحتُكُمُ يا أَهلَ مِصرَ نَصيحَتي أَلا فَخُذوا مِن ناصِحٍ بِنَصيبِ وَلا تَثِبوا وَثبَ السِفاهِ فَتَركَبوا عَلى حَدِّ حامي الظَهرِ غَيرِ رَكوبِ فَإِن يَكُ فيكُم إِفكُ

ديوان القاضي الفاضل
القاضي الفاضل

وأغيد شق لي فيه قميص تقى

وَأَغيَدٍ شُقَّ لي فيهِ قَميصُ تُقىً وَفاضَ دَمعي عَلَيهِ مِن دَمٍ سَرِبِ سَتَرتُهُ مِن عَذولٍ إِن رَضيتُ بِأَن أَموتَ فيهِ فَما مَعناهُ بِالغَضَبِ فَهوَ القَيمصُ

اخترنا لك هذه مجموعة من الاقتباسات الشعرية الملهمة:

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
لقد تم اشتراكك بنجاح.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة لتصلك شروحات وقصائد بشكل اسبوعي

تعليقات

الاعضاء النشطين مؤخراً