جاء رجل من بني نهشل إلى الفرزدق، وهو بالبصرة، فقال: يا أبا فراس! هل أحد اليوم يرمي معك؟ قال: والله ما أعلم نابحاً إلا وقد انحجر، ولا ناهساً إلا وقد أسكت، إلا أبياتاً جاءت من غلام بالمروة. قال: وما هي؟ قال قوله: الطويل
فإنْ لم تكنْ في الشّرقِ والغربِ حاجتي … تَشاءمتُ أو حَوّلتُ وَجهي يَمانيَا
فُردِي جِمالَ الحيّ، ثمّ تَحَمَّلي … فما لكِ فيهم من مُقامٍ، ولا لِيَا
فإنّي لَمغرورٌ أُعَلَّلُ بالمُنى، … لياليَ أدعو أنّ مالَكَ مالِيَا
بأيّ سِنانٍ تَطعنُ القَومَ، بعدما … نزَعْتَ سِناناً من قَناتِكَ ماضِيَا
بأيّ نِجادٍ تَحمِلُ السّيفَ، بعدما … قَطَعْتَ القُوى من مَحملٍ كان باقيَا
لِساني وسَيفي صارِمانِ كلاهما … ولَلْسَّيفُ أشوى وَقعةً من لسانِيَا
فقيل: من هو؟ قال: أخو بني يربوع.