حدثتني عيطموش شيماء من بلاد سيبرالية تدعى جبراء،فقالت: مرة سائقة عربتي المحملة بعضا من البضائع النفيسة، من جرار بها عسل و دبس و زيت زيتون، و كذلك قطع ناعمة من الأفرشة التركمانية، إذ كنت حينها عازمة على تسليمها لصاحب متجر عندنا يدعى غطريف، كونه كان يتولى حمل البضاعة مع القوافل التجارية العابرة و كذا الأعراب القحطانية بالمنطقة. تسلم التاجر البضاعة و نظر فيها فوجد أن الكمية قليلة لارسالها ببعيري الخاص الذي كان موجودا عنده و يستعمله كل مرة لهذه المهمة، فطلب مني مضاعفة الكمية، و ءلزمني على توفير البقية، و امهلني يومين فقط؛ فما كان مني إلا شراء ما تبقى٫ لكن لم استطع دفع كلها، فذهبت إليه ضانة أنه سيقبل، لكنه رفض و ساومني بنفسي مقابل اتمام ما تبقى، وتحت الضغط قبلت عرضه بصعوبة؛ فما العمل؟
شيماء في حيرة، و كيف لها أن تخرج من هذه الورطة، فقالت له ما عليك إلا تهيءة بعيري و إضافة الكمية الفاضلة و حذاري أن ينسى شيءا حتى تسير القافلة التجارية، أما عيطموش فسياتيها ليلا و له منها ما يشاء.
جن الرجل و قال في قرارة نفسه، اليوم قد استطعت تحقيق رغبتي الدفينة من سنين، هيء القافلة ببعيرها و ذهب مسرعا إلى البيت، فدخله و وجد أنها قد هيءت له عشاءا فاخرا، ثم استسمحته أن يمهلها بعض الوقت لتتزين فأذن لها ، انتظر المسكين مجيءها ساعة ثم أخرى دون جدوى، كيف يحصل له ذلك؟
إن المرأة الفطنة قد ارسلت بعيرها في قافلة ثانية سيارة ليلتها لتاجر تعرفه. وضعت مكان بعيرتها أخرى تحمل اغراضا أقل ثمنا ممن كانت تملك، بعدها رجعت بيتها فكان قد غادره غضبانا متاسفا مما فعلت به.
و هكذا تمكنت بذكاءها أن تفلت من خداعه و ارسلت البضاعة دون علمه، فما قولك من الحادثة؟
فأقول: يا لروعة الحبكة لهذه الاقصوصة، ما أجتمع الحسن و النباهة في امرأة مثل عيطموش إلا كان العقل سلاحا لاذعا كهذا موقف، أما غطريف فقد خانه الجمال مثل ما خانته شيماء، فهذه بتلك.
Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات