يا ظلامَ الليلِ يا طاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الانَ فهذا شَبَحٌ بادي الشحوبِ
جاء يَسْعَى ، تحت أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العودَ يُغنّي للغيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليلِ في الوادي الكئيبِ
هو ، ياليلُ، فتاة شهد الوادي سُراها
أقبل الليل عليها فأفاقت مقلتاها
ومضت تستقبلُ الوادي بألحان أساها
ليت آفاقك تدري ما تُغني شفتاها
آه يا ليلُ ويا ليتك تدري ما مُناها
جنها الليلُ فأغرتها الدياجي، والسكونُ
وتصباها جمالُ الصمتِ، والصمتُ فنونُ
فنضت برد نهارٍ لف مسراهُ الحنينُ
وسرت طيفاً حزيناً فاذا الكونُ حزينُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليلِ أنينُ
— نازك الملائكة
تعليقات