فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ خِبّاً
جَزَيتُ عَلى اِبتِسامٍ بِاِبتِسامِ
وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن أَصطَفيهِ
لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ الأَنامِ
— المتنبي
شرح أبيات الشعر
1 – يقول: لما نافقني الناس بالوداد، عاشرتهم كما عاشروني، وجازيتهم ابتساماً على ابتسامهم. ولما صار ود الناس خبا لا حقيقة له، وكذبا لا يوثق به، جزيت على الابتسام في اللقاء بابتسام مثله، وقابلت ما أشاهده من النفاق؛ نفاق الناس بشكله.
2 – يقول: لما رأيت الناس مطبوعين على الغدر! صرت أشك فيمن أصطفيه وأثق به من أهل أو ولد، لمعرفتي أنه بعض الناس، والغدر قد عمهم. وصرت فيمن أصطفيه ممن أوده، ومن أسكن إليه ممن أحبه، على شك لا أدافعه، وارتياب لا أنكره؛ لأن علمي بأمر ذلك الذي خبرته واحد من الأنام الذين عم الفساد جملتهم، وملك النفاق عامتهم.
Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في أبيات شعر حكمه
تعليقات