وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ
فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا
مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـ
ـيا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
— المتنبي
شرح أبيات الشعر
1 – المعنى: يقول: إذا خالط قلب محبّ هوى من يحبه، فملكه واستولى عليه وغلبه، ففيما يظهر من تغير حاله، ويَبِين من تَقسمُّ باله، دليل لكلّ عين على ما يُضْمِره، ومُخِبر على ما يُجنه ويستره.
2 – يقول لمحبوبته: زوّدينا من حُسن وجهك غيرَ مُعْرِضة، ومَتِّعينا بالنظر إليه غير مُخيِّبة، فحسن الوجوه حال تذهب وتفنى وتحول، ويتبدّل جمالها ويزول، لأن الشبيبة يتلوها الكبر، والاقتبال يعاقبه التغير والهرم.
3 – قول لمحبوبته: أوْجِدينا السبيل إلى وصلك، نَصِلْك مُعجَبين بكِ، وصلينا في هذه الدنيا نُسرّ بذلك ونعترف لكِ، والإقامة في الدنيا قليلة، والرحلة عنها متدانية سريعة.