سكَّرٌ مِن الحِجاز – أنس الدُّغيم 

سكَّرٌ مِن الحِجاز - أنس الدُّغيم  - عالم الأدب

قالوا حرامٌ أنْ أحبّكَ أكثرا

هذا لأنّ قليلَ حُبّكَ أسكرا

خبّأتُ قلبي من سهامكَ قال لي

عندَ احتضاري يحمَدُ الحُبُّ السُّرى

مُذ قيل لي بانتْ سعادُ وكنتُ قد

أدمنتُها قلتُ السّلامُ على الكَرى

ما في بني النّجّارِ مثليَ عاشقٌ

فرَشَ الفؤادَ لِحَرِّ نعلِكَ بَيدرا

طرقتْه صائدةُ القلوبِ وقد نأى

مَن قال كلُّ الصّيدَ في جوفِ الفَرا؟

في الجانب القبليّ من إثنَينها

صوتٌ من الغيبِ استدار وبشّرا

في زحمةِ الآلامِ تولَدُ سُكَّرا

كأذانِ إبراهيمَ في ( أمِّ القُرى )

يا كُلَّ ذي زرعٍ ولم تكُ وادياً

أنت الذي وضع النّقاطَ على الذُّرى

وأنا الذي لم يدنُ بعدُ وما دنا

من قابِ قوسِكَ مرّةً أو أكثرا

وأنا الذي في الطّلِّ يغرقُ كيف مِن

لا قطرةٍ غامتْ يداهُ فأمطرا؟

مِن رقصة الطُّور التي جرّبتها

عُلَّمْتُ معنى أن تُحِبّ ولا ترى

فاقرأ فلستُ بقارئٍ أنا طائرٌ

جبريلُ حرّكَ ريشَهُ فتبعثرا

لا ترتجفْ فالصّبرُ عند الرّعشةِ ال

أولى وهذا البردُ أقدسُ ما اعترى

زمّلْ بدايتَكَ النّبيّةَ وانطلقْ

فخديجةٌ في البابِ هيّأتِ القِرى

ما كلُّ ذي قلبٍ يظلُّ له هنا

قلبٌ هنا ما لا يباعُ ويشترى

والعالم الأرضيُّ لن يجدَ النّدى

في غير قلبٍ قال لا وادّثرا

ستعود بالطفل المباركِ مُرضعٌ

ويعود ضَرعُ الشّاة ثَرّاً أخضرا

ويشقُّ صدركَ مِبضعٌ في حدِّهِ

نورانِ لن يجِدا مكاناً أطهرا

اليُتْمُ عند الكُلِّ ضعفٌ واضحٌ

واليُتمُ عندك كان كي تتجوهرا

سيرَون في الكتف الشريفة خاتماً

وتُذيع سِرَّكَ غيمةٌ لن تُمطِرا

ستصاحبُ الطُّهرَ النبيَّ مباركٌ

مَن سار في ركب النبيّ ومَن جرى

سيمرُّ بيّاعُ العطورِ ببابنا

ويقولُ أوحيَ للنّدى أن يجهرا

سيقولُ عمّارٌ لزوجةِ ياسرٍ

قدَرُ المُحبِّ إذا اكتوى أن يصبرا

وبلالُ لن يرجو أميّةَ مرّةً

أُخرى وصوتُ أذانه لن يُكسَرا

من (نينوى) ستزورُ جُرحَكَ حبّةٌ

من سُكّرٍ عِنَبٌ ويُطعِمُ سُكّرا

فتعالَ كُلُّ قلوبنا لكَ خزرجٌ

وعيونُنا (أوْسٌ) تُغازلُ كوثَرا

خيرُ الورى من أطعمَ الدنيا ولم

يَطعَمْ وشدَّ على الحجارة مِئزرا

قلبي هو الجِذعُ الذي غادرتَه

وذبحتَهُ لمّا صعدتَ المنبرا

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في شعر، مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات