المودية و لصوص الحي.
حدثتني المودية بنت الكندري من موالي العراق, انه في يوم صادف عاشوراء, خرجت الى فناء بيتها لتحضير السفرة لهذه المناسبة, فاذا باصوات الشيعيين اللاطمين بالسيوف ظهورهم تنبعث في كل ارجاء الحارة,فخشيت على بعلها و اولادها ان يلحق بهم نفس المصير , فاسرعت بالخادم لاحضارهم قبل وقوع اي سوء لهم لا سمح الله.
سار الخادم باحثا عن سيده وعياله, لكن لم يجد لهم اي اثر بعد بحث حثيث بين الجموع و في كل الزقاق, فرجع خائبا لمولاته و قال و هو يلهث: مولاتي, لم اجدهم اظن ان مكروها حل بهم..ثارت المراة و صارت تصيح و تلطم خدها حتى التف حولها الخلق من جيران واهل الضاحية و هم يرثون لمصابها, في هذه المناسبة الفريدة من السنة.
مالت الشمس للمغيب و دخل الليل باصحاب البيت بلا ربها. سمع لصوص الحي بما حل بالمودية, فاسرعوا للتخطيط و السطو على ما عندها من مال على حين غفلة, فاختاروا سويعة قبيل الفجر و الناس نيام, لبسوا اقنعتهم و صعدوا جدران البيت بحثا على كل ما يسهل حمله, كان البيت فارغا, فقد رحلت صاحبته عند اهلها بالحارة المجاورة خوفا و جزعا, فكانت هذه الفرصة الثمينة لهم, و ما كان الا نصف ساعة حتى تمكنوا من جمع ما طاب لهم من مال و جواهر, و لاذوا بالفرار عبر السلالم لكي لا يترصدهم اي احد.
سارت الخطة كما رسم لها اللصوص, و رجعوا لمخدعهم و ارادوا ان يقسموا الغلة بالتساوي, لكن كلنا يعرف الطبيعة الخبيثة للصوص و غدرهم, اذ اراد كل المكيدة لغيره و الاستفراد بالغنيمة لنفسه, فلم يحل النهار الا و الخناجر قد حملت و الدماء قد اسفكت و لم يسلم اي واحد منهم من الهلاك او النيل بالغنيمة المسروقة.
اما و قد حل ما حل بهم, بالمقابل و من حسن حظ السيد و اولاده الذين كانوا مختطفين و محجوزين باحدى غرف مخدع اللصوص, كانوا قد نسوا القفل بباب الغرفة فتمكن صاحبنا من الخروج و من معه بفضل الله. كانت جثث اللصوص متناثرة هنا وهناك و في كل ارجاء البيت, تفحص السيد المسروقات فما كانت الا امواله قد ردت له. فما قولك في هذا الحديث؟
فاقول لها: من جد وجد و من زرع حصد, و الجزاء من جنس العمل و كل وشاكلته.
Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات