القروية و محمد الفاتح.

مما ترويه احدى النساء القورويات بجبل وحش بالقسطنطينية لما فتحت على يد المسلمين بفضل السلطان محمد الفاتح، و ذلك سنة 1432(م) من 27 من رجب 835 السنة الهجرية. إبان حكم الدولة العثمانية؛ تقول المرأة الملقبة صوفية أنه عند تواجدها بقلعة روملي حصار التي كانت مبنية على شكل مثلث سميك الجدران، به عند كل زاوية مدافع ضخمة،  تم وضع أقواسها بمحاذاة الشاطىء لكي يمنعوا السفن الرومانية و بعدها الأوروبية من العبور في البوسفور ،أما هي فقد صارت حامية هناك، و أولاها بنفسه جناح الحرملك للسلطان سليمان القانوني، و يحدث أن يتوعك الملك و يصاب بالحصبة، فيلتف حوله الأطباء بالقصر الملكي للعناية به و شفاءه، و قد عمل المرض بالفاتح أشياء مريعة، حتى أن الحمى بلغت عنده درجات مرتفعة جدا و حدث أن فقد صوابه و ما عاد يعقل أحدا حتى زوجته الخليله السلطانه،  و هناك استغلت القروية ذرية هانم  علله و تسللت للغرفة الملكية في لليالة حميمية و اضطجعت معه و هو لا يدري من تكون فحملت به جنينا، خرج الدنيا و هو لا يعلم أنه الفاتح بعينه.

تربى الصبي بالقصر و أسمته المتوكل بالله فصار يافعا و تولى أعلى المراتب بالمملكة، و قد هرم السلطان الفاتح  ثم أولاه منزلة الوزير و أصبح ذراعه الايمن، و الأدهى أنذاك أن الحيلة اوزته أن يتعمد نزع سلطانه، و يقلب الموازين لصالحه، لولا أن حنان المرأة و رقتها جعلتها تبلغه بالمخطط و الافصاح. لكن اوانها أراد الملك تحري صدق  الكلام المكشوف منها و قال لها: أيمكن لك أن تعترفي امامه بالحقيقة صراحة؟ قالت و هي حزينة: الفاتح هو محمد أما المتوكل بالله ما هو إلا خطيئتي، و ما اقترفت مساوءي تلك الليلة المشؤومة، ما إن سمع الابن كلامها خر راكعا و متحسرا من هول الأمر ، قال نادما: يا ويلي و يا سوءة حظي، كيف لي أن أذوق طعم الراحة بعد كل ما جرى. شهر سيفه و قطع رأسها ؛ ثم استسمح الملك باعفاءه من منصبه هناك، و ذهب بلا رجعة. فما قولك في هذا الحديث؟

أقول: إنها لقيطة، و ما هو إلا جزاء الله لفعلتها الدنيئة، فما نفع الدهاء و الحيلة يوم تحين ساعة الخلاص، فالدنيا ميزان ثاقب، و كفيلة برد الصاعين و الثأر من  الجاني يومها.

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات