الشورى قِوامُ الإدارة!
المُستبدُ برأيه مُتحذلقُ
مادام – بالحق المُوَضّح – يَشرَقُ
وتراه يُعجبه عزيفُ هرائه
مثل الغراب – لغير بأس – يَنعِق
ويظلّ يُمعِنُ في الضلالة والهوى
وبكل قبح – في الورى – يتخلق
ويرى حلالاً ما الشريعة حَرّمتْ
إذ ليس بينهما السفيهُ يُفرّق
لا يستشيرُ ، فليس يسمعُ غيرَه
إذ إنه – في بحر عُجب – يَغرق
إن الإدارة هِمّة وعزيمة
ومَشورة بين الأنام ، ومَنطق
لا شيء كالشورى يُقيم إدارة
ويُحيلها فرضاً يُحَب ويُعشق
والمستشيرُ تراه يَختصر المدى
إذ يستشيرُ بمن يَجدّ ، ويَصدُق
هو ليس يندمُ ، أو يَخيبُ لحيظة
بل يستقيم مسارُه ، ويُوَفّق
وترى جماعته الذي هو لا يرى
وتقوله حقاً ، ولا تتملق
أما التفرّد – بالقرار – فخيبة
يعتادها – مَن بالهوى – يتعلق
ورأيتُ الاستبدادَ يُزري بالورى
وبه حقوقُ الناس – جَهراً – تُزهق
والواجباتُ – به – تُبدّد عُنوة
والخيرُ يُهدَرُ ، والكرامة تُصعق
ويرى المديرُ الناسَ عُبداناً له
والعبدُ – ويح العبد – يوماً يُعتق
إن المديرَ موظفٌ بمرتب
وتراه – مِن أجر الإدارة – يُنفِق
فلمَ التشامخ والتعنتُ والجفا؟
ولم التكبّر والغرورُ المُوبق؟
جاد الحكيمُ بنصحه وبوعظه
والدمعُ – فوق نذيره – يتدفق
لمْ يدخر جهداً ، ولم يَن حِكمة
وأتاك يسبقه الإخاءُ المُشفِق
فمدحتَ فِكرته ، ولم تعملْ بها
وأخذتَ – دون تلوّم – تتشدق
واحتلت في صُنع القرار مُفضِلاً
ما ترتئيه ، تقول: هذا الأليق
ورأيتَ نفسك في الصدارة قائداً
يعلوه ناقوسٌ يدقّ ويُبرق
وجنوده قد نفذوا ما قاله
والحق أنك بينهم تتحذلق
دعْ عنك عجرفة يُسيئك رسمُها
واطرحْ – مِن الجلساء – مَن يتملق
ها قد نصحتك ، والمهيمنُ شاهدي
فاعقل ، ولا يُطغِيك جهلٌ مُطبق
Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات