إلى بريد السمراء 

خُذِينِي نَحْــوَ حُضْنِكِ يَا حَنَانِي

أُلَمْلِمُ مَا تَشَظَّــــى مِــــنْ كِيَانِي

جِهَـــــاراً رَاوِدِينِي كُــــــلَّ يَوْمٍ

وَقُــــــدِّي الثَّـوْبَ مِـــنْ آنٍ لِآنِ

فَــــإِنْ كُنْتُ الْعَزِيزَ أَمَامَ قَوْمِي

فَحُسْنُكِ بِالنَّضَارَةِ قَـــدْ سَبَانِي

أَمَامــــكِ كِبْرِيَائِي كَـــــمْ تَبْدَّى

أَمَامكِ كَـــــمْ تَكَسَّرَ صَوْلَجَانِي

ثِمَـــــارُكِ يَانِعٌ يَـــــا نُورَ عَيْنِي

وَحَـــانَ قِطَـــافُهُ فَلِمَ التَّوَانِي

أُحِبُّكِ رَدِّدِي: يَا … سَوفَ يَأْتِي

صَدَى الْكَلِمَاتِ يَخْتَرِقُ الْمَبَانِي

أَفِـــــرُّ إِلَيْكِ مِنْ بُؤْسِ انْفِرَادِي

بِقُرْبِكَ أَبْتَغِي كَسْـــبَ الـرِّهَانِ

أَذُوقُ هُنَاكَ فِي شَفَتَيْكِ شَهْداً

قَـدَاسِيّاً فَمَـــا أَحْلَى التَّفَــانِي

يَزُولُ الثَّــابِـتُ الْإِنْسِـــيُّ مِنِّي

فَتَخْتَلِطُ الرُّؤَى فِي كُـــــلِّ آنٍ

سَدَدْتِ النَّظْرَةَ الْأُولَى كَسَهْـمٍ

يُصِيبُ الْقَلْبَ فِي لُـبِّ الْجَنَانِ

تَجَلَّى وَجْهُـــكِ الْقُدْسِيُّ لَيْــلًا

كَمِشْكَــــاةٍ تُطِلُّ عَلَى الزَّمَــانِ

فَـذَابَ الْمُمْكِــنُ الزَّمَنِيُّ شَوْقًا

لِيُصْبِحَ مُسْتَحِــيلًا فِي ثَوَانِي

حَيَــارَى بِوَصَلَاتِي كُــــلَّ يَوْمٍ

تُفَتِّشُ عَـــنْ مَآثِرِكِ الْحِسَـــانِ

بَرَى رَبِّي الْخَــــلَائِقَ مِنْ تُرَابٍ

وَأَنْتِ بَرَاكِ مِـــنْ طِينِ الْجِنَانِ

أَمَامكِ تَسْقُطُ الْكَلِمَاتُ سُكْرَى

وَتَشْتَبِكُ الشِّفَـــاهُ مَـعَ اللِّسَانِ

فَأَنْتِ كَــــرَبَّةِ الْإِغْــرِيقِ شَيْءٌ

خُــــرَافِيٌّ يُرَدَّدُ فِـــي الْأَغَانِي

لِأَنَّكِ آيَةٌ فِي الْحُسْنِ صِيغْـتَ

لِتَقْبِسَ مِنْ مَحَاسِنِهَا الْغَوَانِي

قَتِيلٌ فِي هَــوَاكِ أَذُوبُ شَمْعًا

أَفْتِّشُ مَدْيَنَاً فِيهَــا أَمَــــــانِي

فَلِي فِي أَسْــــوَدِ الْعَيْنَيْنِ وِرْدٌ

أُرَدِّدُهُ كَمَــــا السَّبْـــعِ الْمَثَــانِي

مَدَدْتِ الْكَفَّ فَانْبَجَسَتْ عُيُونٌ

شَفْتْ قَلْبِي الْمُعَنَّى فِي ثَوَانِي

وَرُوحِي فَتَّشَتْ جَسَدِي وَعَادَتْ

لِأَحْيَــى مَـــــرَّتَيْنِ بِـــلَا تَوَانِي

فَسَمِّينِي عُــزَيْرَ الْحُــبِّ حَتَّى

أُخَلَّدَ فِــي فَرَادِيس الْجِـــنَانِ

أَوِ الْعَنْقَــاء أَوْ قَوْلِي مُـــرِيدًا

قَرِيبًا مِنْ مَقَــامِ الْعِشْقِ دَانِي

لَكِ الْأَشْعَــارُ أَسْــرُدُهَا امْتِثَالًا

إِلَى الْوَجْــدِ الَّذِي سِرّاً عَرَانِي

إِلَى الشَّفَـةِ الَّتِي كَالْوَرْدِ طَلَّتْ

إِلَى الْخَـدِّ الَّذِي حُبّاً دَعَـــانِي

إِلَى الْعَيْنَيْنِ تَرْشُقُنِي سِهَامًــا

إِلَى ذَاكَ الْقَـــــوَامِ الْهنْدُوَانِي

إِلَى الْوَجَــــنَاتِ تَتْبَعُهَا الثَّنَايَا

إِلَى تِلْكَ الْفَصَاحَــــةِ وَالْبَيَانِ

إِلَى الْجَسَدِ الْمُقَدَّسِ دُونَ رَيْبٍ

إِلَى الشَّبَقِ الْمُعَفَّفِ بِالْحَــنَانِ

إِلَيْكِ إِلَيْكِ يَا سَمْـــرَاءُ شِعْرِي

أُرَصِّعُـــــهُ لَآلِئَ مِنْ جُمَــــانَ

إبراهيم عبدالكريم محمد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات