أشباح

عِنْدَ المساء ، يكْفي مِنَ الوقتِ لِأشْربَ قَهْوتِي وحْدِي في مَكَانٍ كُنْتُ أزْحَفُ إليهِ عِندَ تِذْكَارِ الأحبَّةِ والحَنِينِ إلى تفاصيلِ الماضِي البَعِيد ، هنالِكَ حيثُ امْتَزجَتْ مشاعِرُ الحَسرِةِ بلوعةِ الصَدِّ والهجرانِ ، والخوفِ مِنْ غياهِبِ الليالي والتي عادَتْ تَتَدَفّقُ ثائرةً مِنّي بَعْدَ انْقِطَاع ، أزحَفُ وسَيفُ الأسَى يُغمَدُ في فؤادِي في كلِّ خطوةٍ كانَتْ ترافِقُ فِكَراً سوداويّةً متوَّجَةً بِضَبابِ الحَادِثَات ، باحِثَاً عن طِفْلِ الأمْسِ الذِي غيّبَتْهُ خُطُوبُ الأيّامِ في مهاوِي الرَدَى بينَ قَتلَى الأرزاءِ وجرحَى الحِباب .
في كلِّ مرةٍ بَعْدَ ارتداءِ مِعْطَفِ المطر ، كنتُ أُفتِّشُ قبلَ الذَّهَابِ إلى مَسْرحِ الأحزانِ عن أَملي المفقود بين طيّاتِ الأيامِ ، وعندمَا وجدتُهُ ، كانَ قدْ أُغْلِقَ الباب !
عمار محمد عمران ٥ – آذار – ٢٠٢٣
Recommended2 إعجاباننشرت في نثر
تعليقات